شعارات مستهلكة لمواصلة العبث
خمس سنوات من التدخل السافر، مليء بالخيبات والفشل والهزائم المتتالية. حتى تحول التحالف من داعم للشرعية إلى محتل غاصب وعابث بمقدرات شعب بأكمله. ومن عشر دول إلى دولتين فقط، تتحكمان بمصير شعب، تركتا تلك الأهداف جانباً، وراحتا وراء أطماعهما تقتلان وتعبثان وتمارسان كل أشكال الفوضى.
يشعر اليمنيون بغبن شديد إزاء ما يجري لبلدهم، فالدولتان تعملان على توسيع العبث، وإنهاك الشعب اليمني بمزيد من الجرائم والانتهاكات، وضرب واستهداف كل ما من شأنه أن يحد أو يوقف هذه الغطرسة وهذا العبث المنظم.
استهدفوا قيادات الجيش الوطني تحت ثقب الضربات الخاطئة للطيران، واستهدفوا التيارات الحزبية، وقيادات وطنية تحت ضغط إعلامهم الممول، ومنعوا تقدم الجيش في الجبهات حسب شهادات لقيادات عسكرية، بل وصل الأمر مدى بعيداً عبر قصف جبهات القوات الحكومية وإيقافها بالقوة، كل ذلك؛ أعطى الحوثيين فرص كثيرة بطريقة مباشرة وغير مباشرة، صبت في تقويته وتقوية نفوذه، وجعله أمرا واقعا يصعب تجاوزه أو اسقاطه بسهولة.
ترفع السعودية شعار اسقاط الحوثي عميل إيران، وفي نفس الوقت لا يفتر إعلامها من الحديث في ذلك، فيما تقول أفعالها على الأرض على النقيض تماماً، بل راحت الدولتان نحو تأسيس جيوش ومكونات مليشاوية وأحزمة أمنية في المحافظات المحررة، كعدن وأبين والضالع ولحج وتعز وشبوة، يوازي ذلك إنهاك واضعاف متعمد ومدروس للقوى الداعمة للشرعية.
خيارات مفتوحة
لم يتوقف عبث التحالف عند هذا الحد بل راح أبعد من ذلك بكثير، فقد تركز الاستهداف غير المباشر لقيادات في الجيش تحت بند الضربات الخاطئة، كواحدة فقط من عمليات التآمر على اليمن مقدراته.
لقد راحت الإمارات هذه المرة تضرب وحدات الجيش الوطني بصورة مباشرة، ففي 28 أغسطس/ آب 2019م الماضي قتلت الإمارات عبر طائراتها العمودية 300 جندي يمني، ولم تكتف ببيان خارجيتها المتبجح، بل ذهبت نحو التهديد بتكرار العملية تحت بند مكافحة الإرهاب بما ينهي قانونية تواجدها في اليمن، وكل ذلك تحت يافطة التحالف العربي لدعم الشرعية كما قال ناطق التحالف في أخر مؤتمر صحفي له، رداً على سؤال حول قصف الطيران الإماراتي لوحدات الجيش.
يعايش الناس هذه الغطرسة السعودية الإماراتية، ولا يجدون حيلة وهي تتوسع ولا تجد من يوقفها، وغير مبالين بما آلت إليه وضع البلاد على كل المستويات، في تعامي صارخ للمأساة كأعظم كارثة إنسانية في العصر الحاضر.
الوقفات الاحتجاجية
بعد صدور بيان الرئاسة اليمنية والحكومة يدينان العبث الإماراتي والهمجية في استهداف الجيش صراحة، حتى توالت منظمات ومؤسسات حكومية وشعبية في إدانة الإمارات والمطالبة بطردها من التحالف، ولم يتوقف الأمر عند هذه النقطة؛ فقد كان لوسائل التواصل قول أخر بمعادل جديد لم يكن بهذا التأثير والحجم من قبل.
تواترت هذه الوقفات في عدد من عواصم العالم، ولا زالت مستمرة حتى اللحظة، فقد وصل العبث مداه، ولا بد حيال ذلك من تعرية هذا التحالف بكل الوسائل الممكنة.
تهديدات الإماراتيين تعود وبالاً عليهم
اتسمت بعض تغريدات لمقربين من نظام الحكم في أبوظبي بالانتقاص والسخرية من اليمنيين، وهو نوع من غرور القوة، وقوة المال، وهذه الطريقة البدائية متجذرة لدى بعض عرب الصحاري والقفار، كما يحدثنا عدد من المؤرخين للوضع الاجتماعي في الخليج، كأمثال الدكتور علي الوردي عالم الاجتماع الشهير.
وهنا: خرجت عدد من التغريدات المسيئة لليمنيين من قبل مقربين من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، استهدفت اليمن ورموزه وتياراته، وانتقصت من الشرعية ورموزها، وتوعدت بعضها بتقسيم اليمن صراحة، وهو ما دفع اليمنيين للعودة إلى موقع توتير بإقبال فاق التوقعات، كون الفيسبوك فقط يستهوي الآلاف من اليمنيين، فيما التواجد اليمني في توتير لنخبة قليلة ومحدودة.
وخلال بضعة أيام، كان لهذا الإقبال نتائج مدهشة ومثيرة، ومع كون الكثير من اليمنيين جديد على عالم توتير والذي يحتاج إلى فهم قد يستمر أسابيع في حسن التعامل معه، فقد ضاعفوا التواجد وواجهوا التغريدات المسيئة بسيل من الردود والنقاش والسخرية.
ومع أن الأسبوع الأول اتسم بالعشوائية فقد بدأ التنظيم والترتيب يأخذ مكانه شيئاً فشيء، وتمثل ذلك في أول الحملات التي قادوها على توتير لمواجهة الغطرسة الإماراتية.
حملات المقاطعة
حاولت الإمارات التأثير بفتح هشتاجات مناوئة ممولة إلا أن فشلت. وخلال أسبوع واحد فقط كانت ثلاث حملات موجهة نحو الإمارات بحماس منقطع النظير، وكلها تصدرت الترند. من #مقاطعه_المنتجات_الاماراتيه والثاني#مقاطعه_طيران_الإمارات والثالث#اليمن_تكتب_نهايه_الامارات
وكانت أخطر حملات المقاطعة استهدفت الطيران الإماراتي، وقد تصدر هشتاج "قاطعوا_الطيران_الإماراتي الترند، وهو ما دفع شركة الإمارات لتخفيض أسعار التذاكر نحو 40% في أول نجاح لمشروع المقاطعة، كما ذكرت صحيفة البيان خبر التخفيض أمس الاثنين، وكانت مئات التغريدات تبرر هذه الحملة وتخاطب الداخل اليمني والخليجي والعالمي.
حملة مقاطعة جديد
منذ صباح اليوم الثلاثاء 3 سبتمبر/ أيلول 2019م بدأت حملة جديدة تستهدف شركات الدواء الإماراتية، وتفاعل معها أطباء وصيادلة ورجال اعمال بشكل مكثف، وخلال ساعات كانت متصدرة الترند الخليجي، يدعوا المغردون لمقاطعة الشركات الإماراتية، بل خلال الحملة تولى أطباء توضيح بعض الحقائق حول هذه الشركات والموقف منها في عدد من الدول كالسعودية والأردن، والتي لا تلتزم بمعايير عالمية عالية في الجودة كشركة {جلوبال فارما} فيما تتواجد هذه الشركة اليمن بسبب غياب الرقابة، ما جعل هذه الحملات المركزة ذات شقين، تثقيفي وسياسي في آن واحد.