مظاهرة هي الأكبر في تاريخ الأرخبيل، جابت أرجاء مدينة حديبو عاصمة المحافظة أمس الأحد أعلن خلالها أبناء سقطرى دعمهم للحكومة الشرعية، ممثلة بالسلطة المحلية، ومنددين بالاعتداء الذي تعرض له محافظ سقطرى ووزير الثروة السمكية ابن سقطرى من قبل عناصر موالين للإمارات.
وتعد هذه التظاهرة الثالثة الرافضة للوجود العسكري الإماراتي في جزيرة سقطرى، فقد سبقتها تظاهرتان مماثلة في مايو 2018 ، احتجاجاً على التدخلات الإماراتية وتأييداً للحكومة الشرعية.
التمسك بالشرعية
التظاهرة جاءت بمثابة رد على تظاهرة سابقة لها نظمها المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، وهدفت لمهاجمة المحافظ محروس ورفع المتظاهرون خلالها علم الإمارات.
وبهذا تبدو سقطرى أكثر جلاء وصدقا وهي تحدد موقفَها من العبث الاماراتي الذي طالها، لتؤكدَ مرة أخرى أنها من أرض لا تقبل المساومة ولن تقبلَ بالعابرين والطارئين الجدد؟
وفي إطار هذا التزايد الرفض الشعبي للوجود الإماراتي في سقطرى، ناشد شيخ مشايخ سقطرى عيسى بن سالم بن ياقوت في حديثه لبرنامج "المساء اليمني" مساء الأحد (30 يونيو/حزيران)، التحالف بإعادة الشرعية إلى صنعاء بدل إنشاء المعسكرات واحتلال الموانئ في محافظتي المهرة وسقطرى.
وقال ياقوت "أبناء سقطرى خرجوا ليقولوا للعالم اجمع ان السقطريون متمسكون بالدولة وبالشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي".
أطماع الإمارات
ووصف ياقوت الوجود الإماراتي في سقطرى بالاحتلال، متسائلا ماذا لديهم في هذه الجزيرة التي لم يحدث فيها مشاكل منذ عشرات السنين ؟!
ووفقاً لياقوت فإن الإمارات دعمت تجنيد مليشيات خارج إطار الدولة تحت مسمى النخبة السقطرية، وقامت بإرسال شباب المحافظة إلى عدن للتدريب والعودة إلى سقطرى لإحداث المشاكل فيها تحقيقا لأطماعها.
وحول المليشيات التابعة للإمارات في سقطرى، دعا ياقوت الرئيس هادي بضم هذه التشكيلات إلى وزارة الدفاع والداخلية كونهم من أبناء المحافظة.
رسالة إلى الشرعية
من جهته أعتبر الصحفي والناشط الحقوقي محمد الأحمدي خروج أبناء سقطرى تأكيدا على تمسكهم بالشرعية بمفهومها الكبير والشامل وبمشروعية النضال الوطني وبنفس الوقت تأكيدهم على شرعية الرئيس هادي كشرعية توافقية.
ووافق مستشار وزارة الإعلام مختار الرحبي كلام الأحمدي، إذ اعتبر خروج أبناء سقطرى رسالة واضحة أن سقطرى مع الدولة ضد المشاريع الصغيرة ومع خيار الدولة والشرعية وضد التدخل في شؤون المحافظة، مبينا أنه من الممكن اسقاط أدوات الإمارات من خلال هذه الاحتجاجات والعمل السلمي.
وقارن الأحمدي بين دور الإمارات في تمزيق النسيج الوطني في مناطق نفوذها في الجنوب وخاصة في سقطرى ودور الحوثيين في تمزيق النسيج الوطني في الشمال.
وبين الأحمدي أن الوجود الإماراتي في المناطق المحررة أصبح عبئا ثقيلا على عادلة النضال الوطني في مواجهة الإنقلابيين وعلى مشروع الدولة الاتحادية متعددة الأقاليم، من خلال ممارستها في هذه المناطق وتقويض عمل مؤسسات الدولة، داعيا الشرعية إلى الاصطفاف إلى جانب الجماهير التي خرجت لتأييدها إن ارادت البقاء.
وبدأت الإمارات في القيام بأنشطة مختلفة في سقطرى تحت لافتة الأعمال الإنسانية والاستثمارية منذ وقت مبكر، خاصة بعد تدخّل التحالف العربي في اليمن في مارس/آذار 2015.
كما شهدت تجاوزات إماراتية تمس أمنها وسيادة الدولة في محاولات للهيمنة على الجزيرة والاستحواذ على مقدراتها وقرارها السياسي والسيادي، لكنها فعلت مع الإماراتيين والسعوديين ما فعلته عبر تاريخها الرافض للغزاة والمحتلين، ووقف أهلها جدار صدّ منيعاً أمام كل المطامع للدفاع عن كرامتهم وأمنهم وسيادة بلدهم، فهل تفي شرعية هادي معهم ؟
وحتى اليوم لم يصدر أي موقف من الحكومة الحالية بقيادة رئيس الوزراء معين عبدالملك، بخصوص سقطرى وطبيعة تواجد الإمارات فيها.