وفي صنعاء تتهيأ ثلاث قنوات فضائية لتدشين بثها الفضائي بتجهيزات فنية ضخمة، رغم ما تعانيه البلاد من أوضاع اقتصادية صعبة.
70 في المائة من اليمنيين يعيشون تحت سيطرة الحوثيين، ويتعرضون لخطاب سياسي وفكري مضلل، من خلال أكثر من 10 قنوات فضائية، بعضها سيطر عليها الحوثيون إبان انقلابهم على الدولة، وقرابة ثلاثين إذاعة في الاثير، وعشرات الصحف والمواقع الالكترونية، كل هذه الوسائل لا توجد بينها وسيلة معارضة واحدة، أو لا يرضى عنها الحوثيون.
إذاً يتلقى معظم اليمنيين خطابا إعلاميا وسياسيا أحاديا وموجها، بنكهة طائفية يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل هوية اليمنيين ووعيهم الجمهوري.
أمام كل هذه المخاطر تبدو الصورة في الضفة المقابلة معتمة.
الحكومة الشرعية وبعد قرابة أربع سنوات من الانقلاب ما زالت تتخذ من الرياض مقرا لقنواتها الإعلامية الرسمية رغم تحريرها 80% من جغرافيا الأراضي اليمنية، كما تفضل دائما أن تصرح.
مراقبون يقولون إن تأثير إعلام الشرعية في الداخل محدود للغاية، فالقنوات الرسمية والأهلية لا تغطي حجم المأساة التي يعيشها اليمنيون، وهناك ضعف كبير في الوصول الى عقول وقلوب المواطنين.
إلى اليوم لا تمتلك الشرعية قناة واحدة على الأرض، كما لا تملك إذاعة واحدة تصل الى صنعاء أو مناطق سيطرة الحوثيين الأخرى، هذا فضلا عن افتقارها لأي إنتاج إعلامي ذي أهمية، أو أفلام ومواد متنوعة تسهل الوصول للجماهير.
ماذا يفعل وزير إعلام وجيش من الوكلاء والمستشارين في حكومة الشرعية؟
سؤال يتداوله الكثير من المتابعين والمهتمين بصناعة الرأي العام، داقين أجراس الخطر على عقول وثقافة اليمنيين من الاحتلال الثقافي والفكري، ومحاولات طمس الهوية اليمنية من خلال الآلة الإعلامية الضخمة للانقلابيتين.
لم يبق من متنفس في مواجهة هذه الآلة الإعلامية الضخمة سوى صفحات التواصل الاجتماعي وحملات المناصرة الحقوقية وموجات السخرية اللاذعة للتعبير عن هموم وزهق المواطنين من واقعهم البائس.