لأن من من أوصلونا إلى هذا الوضع لا شيء يمنعهم من الاستمرار. وفي ظل اتضاح برنامجهم (المعادي لتطلعات الشعب), يجب ان يتضح برنامج باقي القوى التي ترفض العبث بتضحيات اليمنيين وتعمل على تحويل معركتهم المصيرية الى ميدان للارتزاق وطلبة الله.
الموقف الصحيح لا يزال هو نفسه: الاصطفاف مع عموم أبناء الشعب وفئاته المختلفة وحقهم في مقاومة جماعة الحوثي وهزيمتها, وفقا لقاعدة ان مصلحة الوطن والشعب العليا فوق أي اعتبار او حسابات.
لم يتغير الموقف لمجرد ان هناك أطراف تصدرت المشهد باسم معركة الشعب ثم انحرفت وأصبحت تخوض معاركها الخاصة بمقدرات الدولة وباسم الدفاع عن المجتمع وبدماء وأرواح البسطاء. لأن هذا يضاعف المهمة.
من الضروري كشف كل هذه الاطراف (كشف خياناتها, وتلاعباتها), ثم التأكيد مرارا وتكرارا على أهمية بناء خط نضالي مستقل وفق برنامج الثورة والمقاومة.
الموقف العام من جميع هذه الأطراف بالرغم من انحرافها وتفاهتها, لا يزال أيضا هو نفسه: من يعمل بتفاني من أجل معركة اليمنيين الأساسية (هزيمة الحوثي واستعادة الدولة) فإن أي دور يقوم به, سيظل محل تقدير شعبي, ومن يعمل على تثبيط المعركة وزرع العراقيل أمامها, فهو عدو للناس مهما أدعى.
مهما كانت الظروف ومعطيات الواقع فإن الاعتزال يصبح بمثابة جريمة. فالمناضل والثوري والمثقف الحامل لتطلعات وهموم مجتمعه، تصبح مهمته مضاعفة في أوقات الجزر
أي خلافات بينية بعيدا عن معركة الشعب الأساسية فهي من باب أولى لا تعني عموم جماهير الشعب, إلا من زاوية انه لا يحق لأي طرف الاستقواء على طرف أخر أو تصفيته, مهما كانت المبررات والدعاوي.
ومن واجب الجميع الوقوف ضد المعتدي, والتأكيد الصريح على أن أي خلافات بينية فإن الوحيد الذي يحق له ان يفصل فيها هو الشعب بعد ان يكمل خوض معركته ويستعيد قراره السيادي الكامل وغير المنتقص على كافة الأصعدة (اقتصاديا, وسياسيا, واجتماعيا, وحتى ثقافيا).
ومن واجب الجميع الوقوف ضد المعتدي, والتأكيد الصريح على أن أي خلافات بينية فإن الوحيد الذي يحق له ان يفصل فيها هو الشعب بعد ان يكمل خوض معركته ويستعيد قراره السيادي الكامل وغير المنتقص على كافة الأصعدة (اقتصاديا, وسياسيا, واجتماعيا, وحتى ثقافيا).
مهما كانت الظروف ومعطيات الواقع فإن الاعتزال يصبح بمثابة جريمة. فالمناضل والثوري والمثقف الحامل لتطلعات وهموم مجتمعه, تصبح مهمته مضاعفة في أوقات الجزر, الأمر الذي يعني انه لا مجال للتذرع بعدم وجود خط نضالي مستقل ومعبر عن عموم أبناء الشعب في ظل حمى الاستقطاب والاصطفافات والتموضعات التي تعادي الجماهير جهرا وخفية, لأن هؤلاء هم المعنيين ببناء هذا الخط المستقل وهو ما لن يحدث بالصمت او بالاعتزال ولكن بالعمل الشاق والبدء من أبعد نقطة ممكنة.
وفق هذه الاعتبارات وغيرها, يمكن التغلب على المساحات الرمادية, والبدء بقول كل ما يتوجب قوله, فضحا ودعاية وحربا مع الوعي الزائف. الاقتراب من حركة الواقع وفهم مشاكلها وممكناتها في فترة الجزر هي المهمة الأكثر جسارة, والأكثر أهمية من كل تلك المهمات التي يمكن التصدي لها في فترة المد. ببساطة لأن هذا مهام يضطلع به قلة من الناس يحرصون على عدم الاستسلام للواقع وعدم السقوط في حبائله المنصوبة, ولأن الانزواء والصمت عندما يكون هذا هو الحال يصبح بمثابة معادل موضوعي للخيانة كما هو شأن اليأس أيضا.