قبل ذلك بأيام أعلنت السعودية الإيقاف المؤقت لصادراتها من النفط عبر باب المندب، كان هذا الإعلان إقرارا واضحا بفشلهم في حماية ناقلاتهم، فضلا عن الملاحة الدولية.
كان أيضا استنجادا سعوديا بالعالم بآخر وأهم أوراق المملكة! العجيب أن أسعار النفط لا ارتفعت ولا النجدة أتت!
تخيلوا تحالفا عربيا يضم أهمَّ وأكبر الدول العربية مسنودا بدعم لوجستي عالمي، من قبل عدد كبير من دول العالم، هذا التحالف يفشل، وخلال أربع سنوات، في إلحاق الهزيمة بميليشيا.
ختمَها بإعلان عجزه عن حماية ناقلات النفط واستغاثته ببارجات وأساطيل العالم لحمايتها.
لقد صنع التحالف بفشله وانحراف أجندته منهم قوة عظمى، أو هكذا أصبح ينظر إليهم العالم، ومن الطبيعي بعد ذلك أن تسعى دول العالم الباحثة عن النفوذ لخطبة ودِّهم والتحالف معهم.
قدم التحالف الغبي للحوثيين هدية أخرى حين فشل فشلا ذريعا في ضبط الأمن في المناطق المحررة من سيطرة الحوثيين، والتي، عوضا عن إقامة وتفعيل مؤسسات السلطة الشرعية فيها، سُلِّمت للجماعات والميليشيات المسلحة الموالية للتحالف والمعادية للشرعية.
وبمقارنة صنعاء بعدن مثلاً، تبدو صنعاء أكثر أمنا وأقل حوادث جنائية!
جميعكم تتحركون خارج الشرعية ودون مشروعية، هذه هي الخلاصة التي وصل إليها المجتمع الدولي، وسيصل إليها كل منصف!
لقد صنع التحالف بفشله وانحراف أجندته من الحوثيين قوة عظمى، أو هكذا أصبح ينظر إليهم العالم، ومن الطبيعي بعد ذلك أن تسعى دول العالم الباحثة عن النفوذ لخطبة ودِّهم
في تصريح لمحمد عبدالسلام الناطق باسم الحوثيين قبل يومين، قال: لسنا وحدنا من لايعترف بشرعية هادي، جميع الجماعات والميليشيات المسلحة التي تدعمها الإمارات لاتعترف بشرعية هادي!
لم يأت ناطق الحوثيين بجديد، وذلك ليس مفاجئا للمجتمع الدولي، أمامهم تقارير مفصلة للجان الخبراء الأمميين تتحدث عن نجاح التحالف في تحويل اليمن إلى دويلات متصارعة، يسيطر على كل دويلة عدد من الميليشيات، و سيستمر صراعها إلى ماشاء الله؛ ولهذا ذهب السفير الفرنسي إلى صنعاء؛ ليقابل المشاط ويؤكد له أن اقتحام الحديدة خط أحمر، وأن هذا موقف بلاده الذي أسمعته دول التحالف جيدا.
تقريبا أغلب مندوبي مجلس الأمن قالوا للتحالف ماقاله السفير الفرنسي للمشاط في الجلسات المغلقة والمعلنة على السواء، ومادامت الحديدة خطاً أحمر؛ فصنعاء من باب أولى، ستظل الخطوط الحمراء موضوعة، وسيبقى الفشل الذريع يحصده التحالف حتى تتحرر المناطق التي لم تعد تحت سيطرة الحوثيين وتسلم للشرعية وترفع عنها كل أنواع الوصاية والهيمنة والاحتلال، وتحل كافة الجماعات والميليشيات المسلحة، لكن ذلك لن يحدث؛ لأن هذا الفشل هو ما أراده التحالف وخطط له، منذ رعى الانقلاب عن طريق عميلهم المخلوع علي صالح وبطرق أخرى، مرورا بإعلان التحالف الحرب في اليمن، قال إنها لإعادة الشرعية، لكنه ادارها بطريقة تكفل ألاَّ تعود أبداً ، أفلحتم في تحويل اليمن إلى دولة فاشلة أو دويلات متصارعة، حسب تقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، لكنكم أفلحتم أكثر في صناعة مستنقع كبير لكم، سيبتلعكم فيما سيبتلع!