لكن ما يجب قوله بشجاعة ودون تردد: إن ما نشهده من حروب ومظالم ليس سببه تطلعات أو ثورات الشعوب التي تريد الحرية والديمقراطية؛
ولكن السبب هو هذا الاستبداد الذي يريد استعباد الناس وإذلالهم.
علينا أن لا نفشل في توصيف ما يحدث، فننحرف إلى القول إن الثورات والمظاهرات والاعتصامات جرم ارتكبه المكافحون في سبيل الحرية والمناضلون من أجل مناهضة الظلم والدفاع عن حقوق الإنسان فنخذل الناس مرتين.
مرة حين تركناهم دون أن نفعل شيئا لتخفيف وطأة حرب المستبدين على شعوبهم ومرة حين اعتبرناهم جناة وليس ضحايا.
باعتقادي إن الكفاح ضد الظلم والقمع هو كفاح من أجل السلام، إننا نبني سلاما عظيما حين يتوقف الظلم ويختفي القمع، فتشوا لتجدوا أن كل حرب داخلية أو خارجية وراءها مستبد قهر شعبه ثم مضى ليزاول هوايته في البطش خارج الحدود.
الناس بحاجة لخارطة كفاح تبني سلاما مستداما عبر تحقيق العدالة التي لا تأتي دون إنجاز حق تمتع المواطنين بالحقوق والحريات الأساسية.
إننا نحرز سلاما عظيما حين ننتقل بالمجتمعات من جحيم الاستبداد الى آفاق الحرية وحقوق الإنسان.