بمجرد فتح باب القبو رأيت أشخاصاً شبه عراياوهم شاخصون إلى البوابة لمعرفة من يكون القادم الجديد وكأنهم يتابعون مسلسلاً تلفزيونياً وحينها انتابني شعور بالفزع الشديد عن كيفية التعايش مع المجانين في هذا القبو وليس في اليد حيلة
دفعني السجان إلى الداخل بقوة وقام بإغلاق الباب بسرعة وهو يقول ضم مع أصحابك
اقترب مني أحد الأشخاص منحنياً لطول قامته وانخفاض ارتفاع سقف القبو وكان شبه عاري إلا من سروال قصير وهمس لي برفق لا تخف يا رفيق وبدأ لي الصوت لأول مرة مألوفاً ومن خلال الضوء الخافت الذي يتسرب من فتحة صغيرة في جدار القبو الخارجي - لا يزيد قطرها عن 10*10 سم - تبينت وجهه فإذا به الرفيق "الطفشال" والذي قام بتجهيز مكان لي بجواره وجوار رفيق أخر كان يكبرناً في السن يدعى "حسن خالد الكبش" -إن لم تخني الذاكرة- وليلتها لم أذق النوم حتى الصباح، فقد شعرت بضيق شديد في التنفس وظل نظري طوال الليل مصوباً إلى فتحة الضوء الصغيرة في جدار القبو.
دفعني السجان إلى الداخل بقوة وقام بإغلاق الباب بسرعة وهو يقول ضم مع أصحابك
اقترب مني أحد الأشخاص منحنياً لطول قامته وانخفاض ارتفاع سقف القبو وكان شبه عاري إلا من سروال قصير وهمس لي برفق لا تخف يا رفيق وبدأ لي الصوت لأول مرة مألوفاً ومن خلال الضوء الخافت الذي يتسرب من فتحة صغيرة في جدار القبو الخارجي - لا يزيد قطرها عن 10*10 سم - تبينت وجهه فإذا به الرفيق "الطفشال" والذي قام بتجهيز مكان لي بجواره وجوار رفيق أخر كان يكبرناً في السن يدعى "حسن خالد الكبش" -إن لم تخني الذاكرة- وليلتها لم أذق النوم حتى الصباح، فقد شعرت بضيق شديد في التنفس وظل نظري طوال الليل مصوباً إلى فتحة الضوء الصغيرة في جدار القبو.
من مذكرات معتقل سياسي في سجون الأمن الوطني بتعز.