لكن الارقام تقول غير ذلك، لم يكن نجاح لوبون متوقعا، الا انها حققت لليمين الفرنسي المتطرف رقما قياسيا باصوات الناخبين. في المرحلة الاولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، حققت اكثر من 21 بالمئة من نسبة التصويت. وهو رقم قياسي في تاريخ حزب اليمين الفرنسي..
وماريان تفوقت على ابيها جان ماري لوبان الذي حقق 17 بالمئة من نسبة التصويت في انتخابات 2002، لتعطي الجولة الثانية نجاحا ساحقا لجاك شيراك بنسبة 88 بالمئة.
وهذا لم يحدث في انتخابات 2017 حيث تقلصت الفجوة. وحقق ايمانويل ماكرون فوزا بنسبة كبيرة 65.5 بالمئة من نسبة التصويت، لكنه ليس ساحقا، حيث حققت ماريان لوبان زعيمة اليمين نسبة 34.5 بالمئة من الاصوات. وهو بشكل من الاشكال يعكس مدى التغير في المزاج الفرنسي لصالح اليمين المتطرف.
والواضح ان هناك نسبة مقاطعين للانتخابات هي الاعلى في تاريخ الانتخابات الفرنسية، ما يوحي باتساع رقعة غير المعنيين. وهو ما يلعب عليه اليمين المتطرف، لان كتلته غالبا تمثل نسيجا متماسكا، وجمهوره يشكل اقلية موحدة مقارنة بالكتل السياسية الاخرى، كونها الاشد تطرفا مقارنة بالكتل السياسية الاخرى.
ولم يكن من المتوقع فوز لوبان، خصوصا وان المرشحين الخاسرين دعوا انصارهم لدعم مرشح الوسط ايمانويل ماكرون.
يشكل خطاب اليمين المتطرف تهديدا للتقاليد السياسية الفرنسية. وحصل تحشيد قوي لمواجهته في الشارع الفرنسي، مع هذا نجحت لوبان في كسب مزيدا من المؤيدين.
ولا يكل اليمين المتطرف من المعاودة يحركه ايمانا مدفوعا بالكراهية وحماسته المغرقة بعاطفة تصنعها ايقونات شعبوية ولاعقلانية.. فالخطاب اليميني يؤسسه الحماسة والتحريض. ويستهدف جمهورا مؤمن وقابل للاذعان. وهذا الطابع لا يرى مشكل في الطموح، مادام ان لخطابه اثر ويمتلك جمهورا.
وما حققته لوبان بالنسبة لها قد يكون نجاحا. ولوبان التي حظيت بدعم والدها في الحزب، سرعان ما خاضت صراعا معه لرئاسة حزب الجبهة الوطنية.
وغيرت لوبان من حدة الخطاب الذي مثله الحرس القديم بزعامة والدها، مثل انكار المحارق النازية ضد اليهود. لكنها حافظت على خطاب معادي ضد المهاجرين والاسلام، ودعواتها لانسحاب فرنسا من الاتحاد الاوروبي، وحلف الناتو.
ومؤخرا اعلنت لوبان ان فرنسا لم تتورط في ارسال اليهود للمعتقلات النازية، ما تم اعتباره مغازلة للحرس القديم داخل الحزب.
ربما خسر اليمين الفرنسي المتطرف الصراع، لكن ذلك لا يعني ان اوروبا لا تواجه تهديده. حيث يستمد اليمين نجاحه من ازمات اجتماعية واقتصادية، يساند بها خطابه المشوش بالانفعال وعدائيته للتعدد الثقافي.
اعلنت لوبان ان فرنسا لم تتورط في ارسال اليهود للمعتقلات النازية، ما تم اعتباره مغازلة للحرس القديم داخل الحزب.
صحيح ان فرنسا اطلقت تنهيدة النجاة من خطر لوبان وخطابها العنصري والمعادي لنسيج اجتماعي متعدد وتقاليد ثقافية راسخة في انفتاحها، الا ان مؤشرات الانتخابات الاخيرة يجب ان تقلق لاجلها فرنسا، واوروبا. وكما ان فرنسا حملت تقليعات التنوير، والثورة، وكل ما هو عميق وحداثي في الوعي الاوروبي، كانت ايضا منبعا لاكثر الافكار سطحية وعدمية التي راجت في اوروبا.
اعتقد البعض ان خسارة ماريان لوبان مرشحة اليمين الفرنسي المتطرف، ان اوروبا تزيله من مسرحها السياسي.
لكن الارقام تقول غير ذلك، لم يكن نجاح لوبون متوقعا، الا انها حققت لليمين الفرنسي المتطرف رقما قياسيا باصوات الناخبين. في المرحلة الاولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، حققت اكثر من 21 بالمئة من نسبة التصويت. وهو رقم قياسي في تاريخ حزب اليمين الفرنسي..
وماريان تفوقت على ابيها جان ماري لوبان الذي حقق 17 بالمئة من نسبة التصويت في انتخابات 2002، لتعطي الجولة الثانية نجاحا ساحقا لجاك شيراك بنسبة 88 بالمئة.
لم يكن نجاح لوبون متوقعا، الا انها حققت لليمين الفرنسي المتطرف رقما قياسيا باصوات الناخبين
وهذا لم يحدث في انتخابات 2017 حيث تقلصت الفجوة. وحقق ايمانويل ماكرون فوزا بنسبة كبيرة 65.5 بالمئة من نسبة التصويت، لكنه ليس ساحقا، حيث حققت ماريان لوبان زعيمة اليمين نسبة 34.5 بالمئة من الاصوات. وهو بشكل من الاشكال يعكس مدى التغير في المزاج الفرنسي لصالح اليمين المتطرف.
والواضح ان هناك نسبة مقاطعين للانتخابات هي الاعلى في تاريخ الانتخابات الفرنسية، ما يوحي باتساع رقعة غير المعنيين. وهو ما يلعب عليه اليمين المتطرف، لان كتلته غالبا تمثل نسيجا متماسكا، وجمهوره يشكل اقلية موحدة مقارنة بالكتل السياسية الاخرى، كونها الاشد تطرفا مقارنة بالكتل السياسية الاخرى.
ولم يكن من المتوقع فوز لوبان، خصوصا وان المرشحين الخاسرين دعوا انصارهم لدعم مرشح الوسط ايمانويل ماكرون.
يشكل خطاب اليمين المتطرف تهديدا للتقاليد السياسية الفرنسية. وحصل تحشيد قوي لمواجهته في الشارع الفرنسي، مع هذا نجحت لوبان في كسب مزيدا من المؤيدين.
ولا يكل اليمين المتطرف من المعاودة يحركه ايمانا مدفوعا بالكراهية وحماسته المغرقة بعاطفة تصنعها ايقونات شعبوية ولاعقلانية.. فالخطاب اليميني يؤسسه الحماسة والتحريض. ويستهدف جمهورا مؤمن وقابل للاذعان. وهذا الطابع لا يرى مشكل في الطموح، مادام ان لخطابه اثر ويمتلك جمهورا.
وما حققته لوبان بالنسبة لها قد يكون نجاحا. ولوبان التي حظيت بدعم والدها في الحزب، سرعان ما خاضت صراعا معه لرئاسة حزب الجبهة الوطنية.
وغيرت لوبان من حدة الخطاب الذي مثله الحرس القديم بزعامة والدها، مثل انكار المحارق النازية ضد اليهود. لكنها حافظت على خطاب معادي ضد المهاجرين والاسلام، ودعواتها لانسحاب فرنسا من الاتحاد الاوروبي، وحلف الناتو.
ومؤخرا اعلنت لوبان ان فرنسا لم تتورط في ارسال اليهود للمعتقلات النازية، ما تم اعتباره مغازلة للحرس القديم داخل الحزب.
ربما خسر اليمين الفرنسي المتطرف الصراع، لكن ذلك لا يعني ان اوروبا لا تواجه تهديده. حيث يستمد اليمين نجاحه من ازمات اجتماعية واقتصادية، يساند بها خطابه المشوش بالانفعال وعدائيته للتعدد الثقافي.