تلك حادثة ضمن سلسلة خيبات عن حكومة عجزت ان تفرض سلطتها في مناطق يُفترض انها خاضعة لها، لكن الشيء الاكثر اسفافاً، هو وجود هذا النوع من الاعلام المُزيف للحقائق.
ينبهنا الصديق والزميل الصحفي زكريا الكمالي إلى الاسفاف الاعلامي لبعض وسائل الاعلام في عدن.
تناولت وسائل اعلام ومواقع تصدر في عدن الحادثة باعتبار ان نقطة امنية تتبع المقاومة الجنوبية ضبطت سيارة تحمل اموال في طريقها الى صنعاء، مرة انها تتبع محافظ تعز علي المعمري، ومرة انها مرسلة من علي محسن الاحمر لمعسكرات تأوي متطرفين في قعطبة، ومرة انها مرسلة من قصر معاشيق إلى صنعاء.
وهي صحف موالية الموالي للمحافظ ذو النزوع الانفصالي المتشدد، وسلطته في عدن تستخدم الهوية الجنوبية ضمن احتكار الولاء المناطقي (الحوثيون يستخدمون الهوية اليمنية ضمن احتكار الولاء الطائفي او المناطقي او القبلي).
هذا النوع من الاعلام يستعبط الوعي؛ لا يكتفي بالتضليل فقط، بل يمارس التحريض الهووي بطرق غير مباشرة، فكل ما هو على علاقة بالشمال مجرم، ومستباح. وقد يتحول وسيلة تحريض او تبرير لاستباحة افراد او اشخاص بحكم هوياتهم.
في الحقيقة تهريب النفط والسلاح يأتي للحوثيين من مناطق جنوبية. التهريب يحدث للحوثيين وللمتطرفين، بينما يتم احتجاز اقوات آلاف الأسر لاعتبارات مُسفة. لم تكن تلك الاموال في طريقها للحوثي، بل لمواطنين بأمس الحاجة لها، للمدرس جاري الذي لا يجد ما يقتاته واسرته، لأناس كثيرين يعيشون اوضاعاً مزرية.
هذا النوع من الاعلام يستعبط الوعي؛ لا يكتفي بالتضليل فقط، بل يمارس التحريض الهووي بطرق غير مباشرة، فكل ما هو على علاقة بالشمال مجرم، ومستباح. وقد يتحول وسيلة تحريض او تبرير لاستباحة افراد او اشخاص بحكم هوياتهم.
هنا الاخفاق ليس سياسي او اجتماعي، بل ايضاً اخلاقي. ففي زمن الحروب يتعزز نفوذ امراء الحرب؛ والواضح ان المسلحين في النقطة الامنية يتبعون سلطة محافظ عدن ومدير امنها، وهي سلطة مناطقية تستدعي شرعيتها عبر الهوية الجنوبية، بل تتملق عواطف العوام، باعتبارها الفتوة الحاملة لأمانيهم.
وبحسب بيان مصرف الكريمي؛ ليست المرة الاولى التي يتم نقل نقود من عدن الى صنعاء او الى مناطق شمالية، لكنها المرة الاولى التي تتعرض فيها للاحتجاز. وهذا تأكيداً بوجود ايعاز من قيادات عليا؛ أي شلال وعيدروس، وهؤلاء بدورهم يؤدون ادوار وظيفية لمصلحة الداعم، وليس لأنهم فقط يؤمنون بفصل الجنوب عن الشمال، او كونهم يرون انهم قاب قوسين او ادنى من تحقيق ذلك الحلم.
وهذا الكيان الميليشاوي المتعارض مع الحكومة اليمنية يحظى بدعم التحالف، فالامارات جزء اساسي من هذا التحالف الذي تدخل عسكرياً من اجل اعادة سلطة شرعية تعرضت سلطتها للاغتصاب من ميليشيا الحوثي وصالح. وهاهي السلطة الشرعية تتعرض عودتها إلى عدن إلى اغتصاب مماثل بدعم هذا التحالف.
وبحسب بيان مصرف الكريمي؛ ليست المرة الاولى التي يتم نقل نقود من عدن الى صنعاء او الى مناطق شمالية، لكنها المرة الاولى التي تتعرض فيها للاحتجاز. وهذا تأكيداً بوجود ايعاز من قيادات عليا؛ أي شلال وعيدروس، وهؤلاء بدورهم يؤدون ادوار وظيفية لمصلحة الداعم، وليس لأنهم فقط يؤمنون بفصل الجنوب عن الشمال، او كونهم يرون انهم قاب قوسين او ادنى من تحقيق ذلك الحلم.
وهذا الكيان الميليشاوي المتعارض مع الحكومة اليمنية يحظى بدعم التحالف، فالامارات جزء اساسي من هذا التحالف الذي تدخل عسكرياً من اجل اعادة سلطة شرعية تعرضت سلطتها للاغتصاب من ميليشيا الحوثي وصالح. وهاهي السلطة الشرعية تتعرض عودتها إلى عدن إلى اغتصاب مماثل بدعم هذا التحالف.
في الحقيقة تهريب النفط والسلاح يأتي للحوثيين من مناطق جنوبية. التهريب يحدث للحوثيين وللمتطرفين، بينما يتم احتجاز اقوات آلاف الأسر لاعتبارات مُسفة.
وفي عدن تظهر سلطة ميليشيا تدّعي انها الحامل للهوية الجنوبية، لكن طموحها يحوم بولاء مناطقي حول السلطة والغنيمة، وهو طموح يستدعي تحجيم عدن لتتلاءم معه. فالمراهنة على الجنوب في الخطاب العام مجرد غطاء لمطمع او منفعة.