مع أن هذا الربيع لم يكن الا احتجاجا شعبيا ينشد التغيير السلمي، دونما حاجة لإزهاق أرواح أو لإراقة دماء
لم يأت التدمير والخراب نتيجة للتغيير، أو للمطالبة به، بل جاء، ويجيئ، كنتيجة مباشرة لمقاومة التغيير، والحؤول دون حدوثه، وفرض خيارات أحادية ثابتة على الناس، عنوة وقسرا، بالنار والحديد، ضدآ على سنن الكون ومعايير الحياة.
ولو أن التغيير هو سبب التدمير والخراب لكانت أمريكا، كمثال - وهي، كإدارة، الموجهة العليا للثورات المضادة - قد تعرضت، وتتعرض، للتدمير والخراب مرات ومرات، مرة مع كل تغيير لرئيس
فهاكم خمسة رؤساء سابقون، وأحياء يرزقون، وسادسهم في الخدمة، ولم تتدمر أمريكا ولم تشهد خرابا، بسبب هذا التغيير، المتوالي والمنتظم بالذات
فهاكم خمسة رؤساء سابقون، وأحياء يرزقون، وسادسهم في الخدمة، ولم تتدمر أمريكا ولم تشهد خرابا، بسبب هذا التغيير، المتوالي والمنتظم بالذات.
ذلك، أو بعض منه، أو حتى شيئ يشبهه، مع مايعنيه ويقتضيه، هو غاية الربيع ومنتهى أمله.
التدمير والخراب يأتيان من الإستبداد وإنسداد الآفاق، تبعا لمنطق " رئيس مدى الحياة"، " أنا وبعدي الطوفان"، " علي وعلى أعدائي "، " إما أن نحكمكم أو نقتلكم"، وماشاكل...
أي من إصرار هذا البعض نفسه على معاندة التاريخ وسد مجراه، ومن تعمده إماتة مايحيي وإدامة مايميت.
الحياة تمضي والإنسانية تتقدم، لسنا بدعة، ولستم إستثناء، إلا إذا كنتم كائنات تنتمي الى ماقبل الإنسانية.