كل ما سبق هو واقع يدركه المتابعون للشأن اليمني لكن حديث محافظ تعز الأستاذ علي المعمري خلال محاضرة ألقاها بالجامعة الامريكية في بيروت، كشف عن أبعاد ومعلومات جديدة وهامة أكدت هذا التحول الخطير في توجهات وأهداف قوات التحالف العربي بقيادة الإمارات، حيث أكد المعمري أن سبب تعثر تقدم القوات الحكومية في تعز هو غياب الإمكانيات للسلطات المحلية وعدم دعم التحالف العربي للقوات الحكومية بالشكل المطلوب والسبب الآخر لتعثر حسم المعركة بتعز هو اعتقاد الامارات أن حزب الاصلاح سيتقوى في تعز إذا حسمت المعركة لصالح الشرعية وليس هذا فحسب بل لقد كشف المحافظ المعمري عما لم يكن يخطر لنا على بال وهو أن القوات الإماراتية لم تسمح له بدخول ميناء المخا ولم تسمح للسلطة المحلية بالإشراف على هذا الميناء الحيوي الهام. !
هذه التصريحات الخطيرة لم تصدر من كاتب يعيش في برج عاجي أو إعلامي معادي للإمارات أو مفسبك يجهل الحقائق على الأرض بل صدرت من أكبر مسئول في محافظة تعز وهو رجل مسئول يعي ما يقول ويدرك الحقائق على الأرض وهذه الماكشفات الصريحة تكشف بما لا يدع مجالا للشك بأن القوات الإماراتية تحولت من قوات داعمة للشرعية إلى قوات احتلال غاشم يغتصب الأراضي اليمنية ويتحكم في الموانئ والسواحل ويضاعف من معاناة اليمنيين ويسعى لاستمرار حرب الاستنزاف المدمرة في تعز وغيرها من الجبهات بحيث تتواصل إزهاق الأرواح وتدمير البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة وتشريد السكان وتهجيرهم لتتضح حقيقة وجود القوات الإماراتية في اليمن بصفتها قوات احتلال غاشم ويجب مواجهتها بكل السبل والوسائل الممكنة ويجب على قيادة الشرعية الأسيرة في الرياض أو المتواجدة في الأراضي اليمنية بأن ترفع الغطاء السياسي والعسكري عن هذه القوات وتدعو لمواجهتها وتنتصر لليمن قبل أن تخسر هي الأخرى ما بقي لها من شرعية وتتحول إلى جزء من قوات احتلال غاشم ومجرم في كل الدساتير والقوانين والاعراف والديانات.
يا أساتذة السياسة والقانون والعلاقات الدولية ما هو التعريف والتوصيف القانوني لوجود القوات الإماراتية والسعودية في اليمن طالما وهي قد تحولت من دعم الشرعية إلى عرقلت جهودها وقد قصفت قوات الجيش الوطني حيث قام الطيران الإماراتي في عدن بقصف قوات الحماية الرئاسية الموالية للشرعية لكي تتقدم مليشيا الحزام الأمني كما أن القوات الإماراتية والسعودية تحيك المؤامرات للجيش والمقاومة وتحاصرهما وتمنع عنهما الدعم المطلوب وتمنع مسئولي الشرعية من زيارة الموانئ والمواقع العسكرية كما منعت الطائرة التي كانت تحمل الأموال التي طبعها البنك المركزي بعدن في روسيا حيث منعت الطائرة من الهبوط 13 مرة كما أكد البنك المركزي بعدن في بيان رسمي صدر عنها مؤخرا ؟!
الماكشفات الصريحة لمحافظ تعز كشفت بما لا يدع مجالا للشك بأن القوات الإماراتية تحولت من قوات داعمة للشرعية إلى قوات احتلال غاشم يغتصب الأراضي اليمنية ويتحكم في الموانئ والسواحل ويضاعف من معاناة اليمنيين
ألم تؤسس الإمارات قوات الحزام الأمني بعدن ورفضت دمجها في الجيش الوطني وصارت هذه القوات تستهدف القوى السياسية السلمية وتعتقل من تريد وترتكب أعمال الفوضى والعنف والاغتيالات بحسب الوثائق والتسجيلات الصوتية لقيادات أمن عدن والحزام الأمني كما أكدت ذلك صحيفة " القدس العربي " اللندنية مؤخرا وكما وثقت المنظمات الحقوقية، وأكدت ذلك الوثائق التي نشرتها وسائل الإعلام وهي أكثر من أن تحصر وهذه الممارسات والأعمال هي ممارسات احتلال عدوانية ضد اليمن وقيادته الشرعية وضد أرض اليمن وانسانه في كل الدساتير والقوانين والاعراف والديانات ؟!!
أليس في تأسيس وتمويل المليشيا المسلحة ورفض دمجها في الجيش ورفض قرارات الرئاسة والحكومة والحث على التصعيد ضد الحكومة الشرعية وتمويل هذا التصعيد استهداف للشرعية التي زعمت هذه القوات أنها جاءت لدعمها ممارسات قوات احتلال غاشم ؟!!
ما هو التوصيف القانوني لوجود القوات الإماراتية والسعودية في اليمن طالما وهذه هي ممارساتها إن لم تكن بقوات احتلال ؟!
إن على أبناء اليمن جميعا التحرك الجاد لمواجهة هذه القوات بكل السبل والوسائل وفضح جرائمها وممارساتها وكشف أهدافها والتصالح مع القوى اليمنية ولو بضمانات إقليمية وتوحيد الجهود ورص الصفوف في مواجهة الاحتلال الإماراتي السعودي الذي يسعى لاغراق اليمن في بحر من العنف والفوضى والاستنزاف وازهاق الأرواح وتدمير البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة وتشريد السكان بينما تتفرغ هذه القوات المحتلة لإدارة الصراع بين الأطراف اليمنية المتقاتلة وإدارة الموانئ وإقامة القواعد العسكرية والسيطرة على الجزر والبحار والسيطرة على مناطق الثروة النفطية ونهبها بابخس الأثمان فمتى ننتبه وندرك من نصالح ومن نحارب ؟!!