لم يكن التحالف العربي هو ذلك الشيطان المقصود. حين بدأ غاراته الجوية في مارس 2015، أثارت بهجة ظاهرة وكامنة في نفوس كثير من اليمنيين خاصة ممن طالتهم الاجراءات الظالمة للمليشيا.
جرب اليمنيون صنوف من الذل والمعاناة والقمع. غير ان الفاشية الحوثية لا مثيل لها. لقد قدمت خلال أكثر من ثلاث سنوات، صورة مكثفة لعصور الظلام التي رزح تحت وطأتها اليمنيين خلال أكثر من ألف عام.
هناك شعور بالمرارة لكأن اللعنة حلت بهذه البقعة الجغرافية التي تواطأت ضدها قوى الداخل والخارج بعد ان كانت تصدر تطميناتها الزائفة والمتكررة على أهمية أمن اليمن ووحدته واستقراره.
لم يكن التحالف أمينا ولا صادقا في أهدافه. نافس مليشيا الحوثي في بعض الجرائم، واظهر نزعاته العدوانية والامبريالية.
رغم ذلك لم تفقد الثقة تماما بهذا التحالف. لاتزال اﻵمال قائمة بتصحيح اﻹهداف وتوحيد الجهود تحت مظلة الشرعية خاصة بعد لقاءات الرئيس هادي في السعودية واﻹمارات وعودته إلى عدن بعد ان ظل بعيدا عنها ﻷكثر من عام ونصفبسبب منع اﻹمارات عودته إليها.
مساحة انعدام الثقة بين اليمنيين والتحالف واسعة. لكن هناك ما هو أمر من التحالف. لم تترك مليشيا الحوثي متنفس حياة إلا ودمرته وقطعت كل سبل العيش في وجه المواطنين.
تدرك المليشيا بأن الحديدة حصنها الحصين، وتعد بمثابة الشريان الرئيسي الذي يمدها بالغذاء والسلاح، ولذلك فإن النار التي تحيط بها من أطراف المدينة قد تدفعها لتقديم تنازلات أمام جهود المبعوث اﻷممي مارتن غريفيث.
لكن المعركة ليست نهائية. هي جولة حرب ضمن جولات ومناورات عديدة.
التصور الساذج الذي يقدمه وزير الدولة للشؤون الخارجية اﻹماراتية أنور قرقاش بقوله أنها ستخلق واقعا جديدا وستدفع مليشيا الحوثي للمفاوضات، هو تصور مبني على أساس إطالة أمد معاناة اليمنيين وعدم احترام ضائقتهم المعيشية وتدهور أوضاهم الانسانية.
يبحث التحالف عن انتصارات سهلة بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء عاصفته. ومن حق اليمنيين التوجس خيفة من أهدافه الظاهرة في الموانئ الاستراتيجية والسواحل الغنية بالثروات.