فالسفير تولر نفسه كان قد نقل أنباء سيئة خلال لقاءاته السابقة بالرئيس عندما كان يمثل وزير الخارجية جون كيري قبل أن يخف الضغط الأمريكي على الحكومة الشرعية، ويتبلور موقف جديد مريح نوعاً ما للحكومة الشرعية.
لكن وجود نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون شرق آسيا والأدنى تيموثي ليندر كنغ، وهو منصب له علاقة بشئون منطقتنا، يثير العديد من علامات الاستفهام، حيال طبيعة هذا اللقاء، وعما إذا كان هذا المسئول يقوم بإعادة تقييم الموقف في اليمن عبر هذا النوع من اللقاءات مع كبار المسئولين اليمنيين.
لكن كيف يمكن فهم مهمة كهذه فيما كان متحدث باسم الخارجية الأمريكية قد أكد قبل عدة أيام لـ: صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن " أهداف حكومة الولايات المتحدة بالنسبة للصراع الدائر في اليمن لا تزال متسقة من دون تغيير، وأن هدف واشنطن يدور حول العمل مع الشركاء الدوليين بما في ذلك المبعوث الخاص للأمم المتحدة بغية إحلال السلام والازدهار والأمن في اليمن".
كان لافتاً خلال لقاء الرئيس السفير تولر ونائب مساعد وزير الخارجية لشئون شرق آسيا تأكيد هذين المسئولين الأمريكيين، حرص الادارة الأمريكية على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وإيقاف التهديدات التي تزعزع ذلك وخصوصا تدخلات ايران وأدواتها في المنطقة.
وقد يكون هذا اللقاء معني بإعادة طرح الأفكار الأمريكية نفسها التي عبر عنها بصورة فجة وزير الخارجية السابق جون كيري. ومع أن البيانات الرسمية لا تكشف عن التفاصيل الحقيقية للقاء، لكن ذكر إيران في الخبر الرسمي للنسخة الحكومية من وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، يشير إلى حضور الأولويات الأمريكية الجديدة في المنطقة والتي يأتي من ضمنها احتواء دور ونفوذ إيران في المنطقة والذي تتكبد جراءه اليمن حرباً شاملة هي الأسوأ في تاريخها.
كان لافتاً خلال لقاء الرئيس السفير تولر ونائب مساعد وزير الخارجية لشئون شرق آسيا تأكيد هذين المسئولين الأمريكيين، حرص الادارة الأمريكية على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وإيقاف التهديدات التي تزعزع ذلك وخصوصا تدخلات ايران وأدواتها في المنطقة.
لكن لماذا يتعين على الرئاسة والحكومة اليمنيتان ومعهما التحالف أن ينتظروا المزيد من الوقت قبل بلورة رؤية جديدة من شأنها أن تستثمر هذا التحول في مواقف الإدارة الأمريكية، عوضاً عن انتظار المسئولين الأمريكيين لكي يأتوا بأنفسهم.
هو السؤال المر نفسه الذي لن نجد له إجابة، خصوصاً إذا تعلق الأمر باستمرار الانحدار في الوضع السياسي والأمني والاقتصادي في المناطق المحررة، التي لم تحظ حتى الآن بالاستقرار الذي تتطلع إليه، إذ لا شيئ أكثر أهمية من أن يتأسس نموذج ناجح للإدارة والمعيشة الاقتصادية في هذه المحافظات التي ودعت مرحلة سيئة من تريخها بعد انقضاء الحرب وإنجاز التحرير.
أي كان الموقف الأمريكي إيجابياً فإن ثمة مخاوف عديدة تبرز إلى السطح من استمرار العقيدة السياسية للتحالف على حالها من الاستفزاز، فوفقاً لهذه العقيدة يقاتل التحالف العربي حلفاء إيران في اليمن، لكن دون نية حقيقية لهزيمتهم، في حين لا حلفاء حقيقيين له في اليمن حتى السلطة الشرعية والمنظومة المساندة لها.