أردوغان يتحدى بوتين ويرد بقوة على اتهاماته بالتواطؤ مع "داعش"
رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، على اتهامات نظيره الروسي فلاديمير بوتين بتواطؤ تركيا مع الجهاديين، مؤكدا أن التزام بلاده ضد تنظيم الدولة الإسلامية "لا جدال فيه".
أردوغان، في لقاء مع مسؤولين محليين في العاصمة أنقرة تحدى روسيا أن تثبت أن تركيا تشتري النفط من التنظيم، مؤكدا أن "الذين يتهموننا بشراء النفط من داعش يجب ان يثبتوا اتهاماتهم".
وقال إن بشار الأسد ومؤيدوه "في إشارة لروسيا وإيران" هم مصدر تمويل وتسليح التنظيم.
كما أكد أن تركيا تتخذ الاحتياطات لمنع تهريب النفط عبر حدودها وهو مصدر دخل رئيسي للدولة الاسلامية، وأن التزام تركيا ضد تنظيم الدولة الاسلامية "لا جدال فيه"
جادون في حرب داعش
وقال الرئيس التركي "لا تكاد توجد دولة غير تركيا تحارب "داعش"، بشكل جدي، وتركيا أول من وصفت التنظيم بالإرهابي عام 2005، عندما كان يتبنى اسمًا آخر، ومع ظهوره عام 2013 باسمه الحالي، وصفناه بالإرهابي، وواصلنا وسنواصل محاربته".
وأضاف أن غاية الذين يحشدون قواتهم في سوريا تحت اسم محاربة تنظيم داعش، ويستهدفون قوات المعارضة المعتدلة التي تحارب النظام، دون إلحاق ضرر يذكر بالتنظيم، ماثلة للعيان.
لا نسعى للتوتر
وقال لا ننوي خلق توترات جديدة في المنطقة، بل نسعى جاهدين لإحلال السلام والهدوء فيها. فلا يوجد أي سبب يدفعنا لاستهداف روسيا، التي تربطنا بها علاقات قوية ومتينة، ما لم يكن هناك انتهاك لمجالنا الجوي. هناك فرق بين خلافنا مع الروس بخصوص القضية السورية، وبين تطبيقنا قواعد الاشتباك".
وحول علاقة بلاده بروسيا قال إنه "لدينا شراكة استراتيجية مع روسيا، وهذا يتطلب التضامن فيما بيننا، وليس تهديد بعضنا البعض".
مساندة التركمان
أردوغان تعهد أيضا بمواصلة مساندة الجماعات المعارضة المعتدلة والتركمان في قتالهم ضد نظام الأسد.
وأضاف مخاطبا روسيا: "البارحة قمتم بقصف شاحنات المساعدات الإنسانية، ونتج عنه مقتل 3 أشخاص وجرح 7 آخرين. وأمام هذا المشهد تدّعون بأنكم تحاربون تنظيم داعشن المعذرة فأنتم لا تحاربون داعش، تقصفون فقط اخوتنا التركمان في شمال اللاذقية بالتنسيق مع النظام السوري من أجل إخلائها من سكانها، وتقتلون المواطنين السوريين".
تصريحات أردوغان تأتي عقب يومين من إسقاط طائرتين إف 16 تركيتين لطائرة روسية قالت أنقرة إنها اخترقت المجال الجوي التركي.
بوتين: لم نتلقى اعتذار تركيا
من جانبه أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس عن أسفه لعدم تلقي روسيا أي اعتذار من أنقرة بعد يومين على إسقاط قواتها الطائرة الحربية الروسية.
وقال بوتين "لم تردنا حتى الآن أي اعتذارات واضحة من قادة تركيا ولا عروض للتعويض عن الأذى والضرر"، خلال حفل نقله التلفزيون الروسي.
بوتين أضاف "لدينا الانطباع بأن القادة الأتراك يقودون عن وعي العلاقات الروسية التركية إلى طريق مسدود، يؤسفنا ذلك، نحن لا نجد تفسيرا لطعنات الغدر هذه في الظهر من قبل أولئك الذين كنا نعتبرهم حلفاء في مكافحة الإرهاب".
والأربعاء، اتهم رئيس وزراء روسيا دميتري مدفيديف تركيا "بحماية مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية" مشيرا إلى "المصلحة المالية المباشرة لبعض المسؤولين الأتراك" في بيع النفط الخام المنتج في مناطق سيطرة التنظيم.
ميدفيديف: تجميد بعض المشروعات التركية
والخميس أمر رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف حكومته باتخاذ إجراءات تشمل تجميد بعض مشروعات الاستثمار المشتركة مع تركيا ردا على اسقاط أنقرة للطائرة العسكرية الروسية.
وأعلن مدفيديف في جلسة للحكومة نقلها التلفزيون أن هذه الاجراءات ستتعلق بالتجارة والاستثمارات وتشغيل اليد العاملة والسياحة والنقل الجوي وحتى المجال الثقافي.