للمرة الاولى يزور المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ العاصمة السعودية الرياض لمناقشة الازمة اليمنية ويلتقي مسئولين سعوديين منذ مغادرة الرئيس هادي ونائبه والحكومة وعودتهم الى العاصمة المؤقتة عدن لاداؤة شئون البلاد بعد أكثر من ثمانية أشهر من وجودهم خارجها.
المبعوث الاممي يحاول لعب دور الوسيط بين الاطراف الاقليمية والدولية ويركز على ذلك أكثر من تركيزه على الاطراف اليمنية ذهب ولد الشيخ الى طهران نهاية الاسبوع الفائت وبالتزامن مع زيارته تلك افرجت مليشيا الحوثي عن ثلاثة امريكيين تتهمهم بالتجسس وهو ما يراه الكثير من المراقبين مغازلة ايرانية لواشنطن ومحاولة للتحييد الموقف الامريكي على الاقل وعزله عن التدخل ضد حلفاء طهران في صنعاء.
بعد اقل من يومين من زيارة ولد الشيخ لطهران اعلن الحوثيين وحليفهم صالح عن قبولهم المشاركة في مباحثات جنيف وقاموا بارسال وفد مشترك الى مسقط سيلتقي ولد الشيخ لمناقشة نص مسودة لقاء جنيف التي تم اعدادها بناء على مقترحات طرفي المفاوضات وبات واضحا مدى التماهي في موقف الحوثيين وصالح وتنسيقهم المشترك في كل ما يتعلق بالتفاوض.
رقعة الشطرنج ليست ثابته والرمال تتحرك بشكل كبير تحت اقدام المتفاوضين والمتحاربين الذين قرروا الانتقال من مرحلة كسر العظم الى معركة الاستنزاف واعادة تموضع الحلفاء، وما فشلت الحرب في تحقيقة ستتكفل السياسة والتفاوض بتسويته.
قامت المليشيات بالعديد من التحركات السياسية والدبلوماسية بالاعتماد على الرافعة الايرانية والروسية في محاولة لتفتيت التحالف الذي تقوده السعودية وبدعم امريكي غير ثابت اعتمادا على حسابات الربح والخسارة.
تكشف التحركات الاخيرة داخل مربع دول التحالف عن وجود تباينات وتضارب في الاجندات ففي القوت الذي تسعى السعودية لحسم المعركة عسكريا بشتى الطرق تبحث الامارات عن مخارج آمنة للرئيس السابق المخلوع وتسعى لمحاولة التأثير في الجبهة الاكثر تماسكا في المقاومة حيث استدعت أكثر من اربعين شخصية قبلية من محافظة مأرب لزيارة ابوظبي، وتبعث رسائل متناقضة عبر وزير الشئون الخارجية انور قرقاش تتناقض مع التوجهات السعودية خصوصا فيما يتعلق بالمقاومة وأولويات تحرير المناطق والحسم العسكري فيها.
على الرئيس هادي ونائبه إدراك حساسية المرحلة وأهمية الانتقال الى مربع التأثير الفاعل والانتباه لكافة تحركات الخصوم وترتيب البيت من الداخل إذا ما ارادوا الخلاص بالبلاد من الثقب الاسود الذي يستسع كل يوم اكثر ويلتهم كل مايمر امامه.
.