تحركات نشطة نسبيا للرئيس هادي ونائبه اللذين عادا الى اليمن بعد أشهر من الغياب القسري بسبب اجتياح المليشيا للمحافظات المختلفة.
الزيارة القصيرة للرئيس هادي الى قاعدة العند الجوية تحتل أهمية خاصة كونها أول زيارة ميدانية يقوم بها منذ عودته من الرياض واعلانه الاستقرار بمعية الحكومة في العاصمة المؤقتة عدن حرص هادي خلال الزيارة على الاطلاع على مستوى الاستعدادات العسكرية والاقتراب كثيرا من غرفة العمليات التابعة للمنطقة الرابعة وقوات التحالف التي انيط بها العمل على تحرير محافظة تعز.
يتحرك هادي ونائبه ومن ورائهما عدد محدود من الوزراء بخطوات متلاحقة مازالت تفتقر الى الكثير من المؤسسية وتحتاج لاعادة ترتيب البيت من الداخل والتغلب على الاشكالاات التي تواجهها والتي من ابرزها محدودية الطاقم الوزاري وقلة التمويل والعمل بعيدا عن مءسسات الدولة وجهازها المالي والاداري الخاضع لسيطرة المليشيا.
هذه المشاكل عبرت عنها بشكل واضح دعوة وزير الخارجية رياض ياسين لتشكيل حكومة تنفيذية جديدة تستطيع رسم الاولويات والانتقال بالافكار الى الميدان وتعمل على سحب البساط من تحت اقدام المليشيا.
جملة من المهام على الرئيس هادي ونائبه والحكومة ومن خلفهم التحالف الالتفات اليها تتعلق بجودة الاداء في المناطق المحررة والعمل على اعادة بناء مؤسسات الدولة بشكل واضح وشفاف والعمل على الارض والاقتراب من مشاكل الناس ، وانتزاع ثقة الشارع اليمني.
سباق مع الزمن تلك هي الحقيقة التي يجب على الحكومة وضعها نصب عينيها فالوقت هو مايراهن عليه صالح وحلفائه الحوثيون الذي يعملوا على سرقة عامل الزمن والاعتماد على استنزاف كافة الجهود الرامية لتخليص البلاد من قبضتهم.
الخطوة الاكثر تأثيرا وأهمية جاءت من محافظة مأرب للمرة الثانية على التوالي وتتلخص بقرار الحكومة ايقاف توريد مخصصات بيع النفط والغاز الى البنك المركزي الخاضع لسيطرة المليشيا وهو ماقد يعني فشل المليشيا في الايفاء بأي التزامات وتوقف استخدام اموال اليمنيين في إزهاق أرواحهم.
وجود الحكومة في عدن بحسب وزير الاشغال العامة والطرق، المهندس وحي أمان من شأنه معالجة الكثير من الاختلالات التي ما زالت تعانيها بعض المحافظات في مقدمتها معالجة اثار الخراب والدمار والتركيز على تحرير المناطق التي مازالت تحت سيطرة المليشيا و إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المدن المحررة، وكذا استمرار أعمال الإغاثة الإنسانية والرعاية الصحية، والبدء في أعمال إعادة الإعمار والتنمية.
تحتاج الحكومة لاعادة لم شتاتها والخروج برؤية واضحة لاقناع العالم بقدرتها على ادارة الملف اليمني بالكثير من التناغم والنجاح، ونجاحها في ذلك يعني عودة السفارات والبعثات الاجنبية والعربية الى مدينة عدن والبدء بتطبيع الحياة والضغط اكثر على المواقف الدولية فيما يتعلق بتسوية الملف الداخلي والخروج بتسوية تضمن عدم تكرار سقوط الدولة تحت اقدام الجماعات المسلحة.