الدرس الجزائري في انتزاع النصر بلقب بطولة كأس أفريقيا موضع إلهام للكثير من الأندية الوطنية في عالمنا العربي، كما أن الإيمان بالكفاءات الوطنية الخالصة تؤتي ثمارها متى ما أعطيت الفرصة والثقة.
فترة عشرة أشهر فقط منذ تولى المدرب الجزائري "بالماضي" تدريب فريق "محاربي الصحراء"، وخمسون يوماً على إعلانه إنه سيحصل على النصر في كأس أفريقيا، وكلا الأمرين ليس سهلاً إذا قيست بفارق الزمن والإمكانات.!
تنقل صحيفة "الشروق" في تصريح لـ "بلماضي" لدى توليه مهامه في آب/أغسطس 2018م، خلفاً للنجم السابق "رابح ماجر" في صيف العام الماضي، قوله: "قد تقولون عني مجنون، ولكنني أريد التتويج بكأس إفريقيا".
يدخل المدرب بالماضي التاريخ من أوسع أبوابه، وتحول اليوم إلى اسطورة لدى الجزائريين والعرب بشكل عام، المدرب الذي آمن بقضية وعمل لها وحقق انتصاراً حاسماً في ظرف قياسي.
بشكل عام، الإعلام الجزائري صحف وقنوات ومواقع إخبارية اليوم السبت أعطى لهذين المعنيين اهتمام كبير، وهي التي لعبت دوراً حاسماً في انتزاع النصر والوصول إلى الفوز، فالكفاءات الوطنية قادرة على فعل الكثير والمنتخبات الوطنية عندما تجد كفاءة أمامها تعزز لديها الطموح وتربطها بالماضي فإنها بلا شك ستفعل الكثير، كما أن الأشياء الأخرى تأتي لاحقة وتعزز موقعها؛ ولكنها ليس كل شيء.
للمرة الثانية، تحصد الجزائر لقبل بطل أفريقيا بعد قرابة ثلاثة عقود، كما أن الكرة الجزائرية لها تاريخ عريق وقدمت على مدى السنوات الماضية أداءً متميزاً على مستوى البطولات المحلية والدولية، غير أنه لم يتوج بأي نصر حاسم كما هو الحال اليوم بفوزه على منتخب السنغال بهدف مقابل لا شيء في استاد القاهرة الدولي.
الجزائريون أيضاً كان لهم مشاركة فاعلة في التشجيع، فلم يكتفوا بالمتواجدين في القاهرة بحضور المبادرة وتشجيع فريق بلدهم، بل غادروا بالمئات وأبلوا بلاء حسناً وهم يتوافدون على مصر لمساندة فريقهم، بما يعني أن المدرب والمنتخب ومن خلفه الشارع الجزائري كان مؤمن بحتمية الفوز، وأن هذه الحتمية خلقت جواً كروياً بامتياز.