كل يوم يبهرنا التقدم العلمي، والاكتشافات الهائلة والاقتحامات التي يقوم بها مخترعون وباحثون في كثير من المجالات العلمية بشكل عام والطب بشكل خاص. فقد شغلت الإنسان الأمراض التي تصيبه منذ القدم، وحاول أن يكتشفها ويحد من مخاطرها ويواجها، وعلى مدى العقود الماضية استطاع أن يواجه بعض هذه الأمراض، ويقلل من خطورتها، ويحتوي بعضها احتوائنا كاملاً كما هو الحال مع بعض الأوبئة.
في كل العصور كانت هناك أمراض مزمنة، وأخرى خارج سيطرة الإنسان المحدودة، تسببت بعضها بكوارث جماعية أنهكت الإنسانية على مدى قرون، وأخرى ظل الإنسان لفترة طويلة معها في دائرة العجز عن مواجهتها.
تأتي الجلطة الدماغيّة أو ما يعرف بـ السكتة الدماغيّة، وهي: نوبة مفاجئة شديدة يحدث خلالها تمزّق أو انسداد في الوعاء الدمويّ الدماغيّ، مما يقطع جريان الدم في الدماغ للمنطقة التي يغذيها الوعاء الدمويّ، مما يؤدي إلى فقدان للوعي أو شلل أو خلل في وظيفة يقوم بها جزء الدماغ مباشرة.
وتعد الجلطة الدماغية من أهم أسباب الوفاة حول العالم، كما تعدّ حالة طبيّة طارئة، ويجب أن يتلقى المريض عناية طبيّة عاجلة.
وفي أخر قفزات العلم، ابتكر فريق من المهندسين من معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة روبوتاً دقيقاَ على شكل خيط يمكنه التحرك داخل شرايين المخ، مع إمكانية التحكم فيه عبر تقنيات المجالات المغناطيسية.
وأكد الباحثون أنه من الممكن تطوير الروبوت في المستقبل وتزويده بوسائل علاجية تتيح له إذابة الجلطات والتعامل مع الأورام الدقيقة داخل الم بشكل فعال.
وبالتالي: إذا تمكن العلماء من ابتكار جهاز لإزالة الانسداد داخل الشريان في الدماغ خلال الساعة الأولى من الإصابة – الساعة الذهبية - فمن الممكن تجنب حدوث تلف دائم في المخ" ما سينقذ الآلاف حول العالم ويكتب لهم عمراً جديداً.
حسب تقرير نشر في موقع الجزيرة، يتكون جسم الروبوت من مادة نيكل تيتانيوم، وهي مادة تتميز بالمتانة والمرونة في آن واحد حيث يمكنها الانثناء ثم العودة إلى وضعها الأصلي دون التسبب في أي أضرار بالجزء الداخلي من الشرايين.
وغلّف فريق الدراسة جسم الروبوت من الخارج بمعجون مطاطي يحتوي على جزيئات مغناطيسية. كما أحاط الباحثون جسم الروبوت من الخارج بمادة الهيدروجل التي لا تؤثر على خواصه المغناطيسية، غير أنها توفر له درجة عالية من الانسيابية وسهولة الحركة داخل جسم الإنسان.