لا حدود للعلم، كما لا حدود لهذا الفضاء الواسع المترامي الأطراف. وحده العقل والابتكار والصراع المستمر مع الطبيعة، ومحاولة كشف اسرارها منذ بدء الخليقة، غير أن العلم يسير في هذه الأثناء بسرعة فائقة، فالتحدي أمام الإنسان كبير وهو جدير بهذا التحدي، وخلال الخمسة العقود الماضية استطاع الإنسان أن يكتشف أسرار الكون والحياة بما يوازي أضعاف ما اكتشفه وقطعه خلال ملايين السنين.
دراسات جديدة تستشرف المستقبل خارج الغلاف الجوي للأرض، وفرق تخصص أسابيع وشهور لهذه الغاية، إنه بحث عن حياة خارج كوكبنا، وهذا السباق بين عدد من الدول، فلم يعد الأمر يقتصر على غزو القمر كما كان في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي؛ فقد بات الفضاء كله ساحة مفتوحة للغزو أمام العلم والعلماء والدول أيضاً.
يقول مراسل يورونيوز ورائد الفضاء "لوكا بارميتانو" عن أهم التجارب التي تجري على متن محطة الفضاء الدولية ISS في مدارها الذي يعلو نحو 400 كيلومتر عن سطح الأرض في هذه الأثناء: نقوم بإجراء مجموعة من التجارب على نوع خاص من البكتيريا القادرة على تحويل الحديد الموجود في الصخور إلى مصدر للغذاء لها، بالإضافة إلى استعماله لبناء مستعمراتها.
ويضيف لوكا، على الرغم من أن هذه البكتيريا تستخدم حاليا على أرضنا، لكن الخبراء يتطلعون إلى توظيفها في عمليات التنقيب والتعدين على كواكب أخرى أو كويكبات صغيرة، مما يجعل مراقبة نشاطها الحيوي في الفضاء أمراً بالغ الأهمية.
والطريف في الأمر أن "لوكا" يواصل تغريداته باستمرار على موقع تويتر من الفضاء الخارجي، فيحدثنا عن أهم التقنيات المستخدمة على متن محطة الفضاء، وبما أن الجاذبية شبه معدومة Micro-gravity فيستخدم رواد الفضاء طابعة ثلاثية الأبعاد أعدت خصيصا لهذا الغرض، ويطلق عليها اسم "جهاز التصنيع البيولوجي، كما أن البزة البيولوجية تتابع بدقة عالية كل ما يتعلق بصحة مرتاديها، ثم ترسلها إلى تطبيق خاص على كومبيوتر لوحي في الأرض.