توفي الممثل اليمني المعروف، محمد علي قاسم، بعد معاناة مريرةٍ مع المرض، استمرت لثلاث سنوات متتابعة، دون أي اهتمام يذكر، من طرفي الحكومة اليمنية ووزارة الثقافة.
وبحسب نجل الفنان محمد علي قاسم، فإن والده كان يعاني من مشاكل في القلب طوال الفترات الماضية. وقال أيضاً، بأن والده كان يعاني من ضيق في الشرايين، وكان بأمسّ الحاجة للسفر إلى الخارج لعمل عمليَّة توسعة للشرايين، لكن كثرة المتابعة طلباً للعون، وطرق أبواب الجهات المختلفة استجداءً للمساعدة، أرهقته كثيراً فاستسلم لأوجاعه أخيراً.
الممثل والفنان الكوميدي، محمد قاسم، معروف بتقديمه لسلسلة من الأدوار والأعمال الدرامية اليمنية، والتي كان آخرها مشاركته في المسلسل اليمني الرمضاني المشهور بـ "همي همك”. وكان يمثل دور الشيخ “بارق"، كما هو معروف. ولدى الفنان شريحة شعبية عريضة من الجماهير والمتابعين، وذلك لما له من أسلوب هادف وبسيط.
عقب سماعه للخبر، كتب بحزنٍ شديد مخرج مسلسل "همي همك"، المخرج العراقي فلاح الجبوري، على صفحته الشخصية على "فيسبوك": "رحلت يا صديقي قبل أن ترى اليمن سعيداً، حلمك الذي لطالما حدَّثْتنا عنه، رحمة الله عليك".
يشكو الفنان بلسانه، في تقرير تلفزيوني بثته قناة السعيدة اليمنية قبل ثلاث سنوات، تحديداً أواخر العام 2012، ويتحدث فيه كيف مثّل بلاده، ورفع اسمها عالياً في جميع المحافل الدولية بالخارج. لكنه يختتم شكواه بتنهيدةٍ عميقة ويقول: "لم يكلّف أحدٌ نفسه أن يسألني عن صحّتي، ولم يترك أحدٌ لي فرصة لأتشبّث بالحياة".
ويتابعُ المخرج فلاح الجبوري في تعليقه على الحادثة: "عندما يصاب الحصان بكسر في ساقه، يقوم صاحبه بقتله وذلك بإطلاق رصاصة الرحمة. وأنصح الحكومات العربيَّة المتخلفة باتباع نفس طريقة صاحب الحصان، مع أي فنان يصاب بمرض عضال، بدلاً من أن يتألم ويتعذب لسنوات، وهو ينتظر الشفقة".
عبد الرحمن الغابري، من أبرز محترفي التصوير في اليمن، يعلّق قائلاً: "يموت الفنان محمد علي قاسم، وبتلك السهولة يُهمل ويموت، ويعجز هؤلاء الجشعون في السلطة عن تقديم الدواء لهذا الفنان، الذي يحبه اليمنيون أكثر منهم".
يتحدث بعض زملائه من جنس المهنة، عن الفنان الراحل ويقولون بأن الفقيد لم يكن ممثلًا فحسب، ولكنه كان هو الملقي والكاتب والمخرج ومعد السيناريو، وهو من يرتب التصوير والأجهزة، ويهيئ المكان بتفانٍ كبير.
"لم يمت الفنان محمد في القلوب، ولكن القلوب نفسها هي التي ماتت"، ينهي أحد أصدقاء الفنان . ويلخص وجعه الكبير لهذا الفقد، الذي قال بأنه يؤلمه جداً.
وفي المجمل، يقاسي الفنانون اليمنيون من تجاهل رسمي لمعاناتهم، وهو ما أجبر الكثير منهم على ترك الأعمال الفنية، واللجوء إلى الاغتراب، أو البحث عن أعمالٍ أخرى. فيما توفّي عديدٌ منهم بسبب عدم قدرتهم على العلاج.