نجح ريال مدريد في مهمته وأحرز كأس دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الثانية على التوالي، الثانية عشر في تاريخه، إثر فوزه على يوفنتوس مساء السبت في النهائي بكارديف بنتيجة 4-1، ليصبح أول فريق يحتفظ باللقب منذ ميلان في 1990.
وأثبت "النادي الملكي" بقيادة نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، رجل المباراة، أنه فريق المناسبات الكبرى وأن مدربه زين الدين زيدان من زمرة التقنيين العالميين البارزين.
وسجل أهداف الفوز رونالدو في الدقيقتين 20 و64، وكازيميرو في الدقيقة 61 وأخيرا البديل أسانسيو في الدقيقة 90، ليختم حفل الأهداف بطريقة جميلة وقوية. كان مانزوكيتش أدرك التعادل في الشوط الأول ليوفنتوس في الدقيقة 27.
وبدأت المواجهة بسيطرة يوفنتوس، مبديا عزيمة قوية على فرض نفسه وتخطي منافسه لإحراز اللقب للمرة الأولى منذ 1996. وخطف ديبالا وهغواين وألفيش الكرة من راموس وإيسكو وزملائهما ليهددوا مرمى الحارس كيلور نافاس أكثر من مرة.
من جهته، صمد ريال مدريد في وجه العاصفة فاستفاق شيئا فشيئا حتى تمكن من استحواذ الكرة وشن الهجمات واحدة تلو الأخرى إلى أن تلقى كريستيانو رونالدو تمريرة من المدافع الأيمن كرفاخال ليهز شباك الحارس الكهل بوفون بتسديدة قوية أسكنها في الزاوية اليمنى. وبلغ رصيد نجم الفريق الإسباني بدوري الأبطال ساعتها 104 أهداف.
ولكن لاعبي زيدان لم يواصلوا ضغطهم على يوفنتوس، وسرعان ما استعادت "السيدة العجوز" توازنها وثقتها لتدرك التعادل سبعة دقائق بعد ذلك من تسجيل ماريو مانزوكيتش بطريقة فنية رائعة لم تترك مجالا كبيرا لنفاس. وتألق حارس كوستاريكا مرارا لإنقاذ فريقه من الهدف الثاني، لاسيما عندما سدد بيانتيش بقوة ليتصدى لها بقبضة يد صارمة.
الحفل الرسمي لنهائي دوري الأبطال بين ريال مدريد ويوفنتوس
ومر الشوط الأول بسلام على ريال مدريد، فيما فرط يوفنتوس في وقت تحكمه بزمام الأمور لحسم نتيجة المباراة. أما البقية، أي الشوط الثاني، فكانت مريرة بأتم معنى الكلمة بالنسبة إلى لاعبي المدرب ماسيميليانو أليغري إذ أن عاصفة من الدرجة القصوى اجتاحتهم وخلفت دمار شاملا وراءها.
فتغيرت الأمور جذريا وبات على أرض الملعب فريق واحد اسمه ريال مدريد، تحكم في الكرة كما شاء وفعل بها ما استطاع، فشن الهجمات بالتسلسل وبدقة الأبطال. وحرر البرازيلي كازيميرو زملائه بتسديدة قوية عن بعد أسكنها في شباك بوفون، ليتقدم ريال مدريد مجددا (61).
ولم تمر سوى أربع دقائق حتى تمكن رونالدو من تسجيل الهدف الثالث، الثاني له في المباراة، عندما تلقى تمريرة من مودريتش الذي قاد لقطة جميلة مشتركة مع كرفاخال من الجهة اليسرى للحارس الإيطالي. وهذا الهدف رقم 105 له بالمسابقة.
وأمام فقدانهم الأمل وتراجع أدائهم، أضاع لاعبو "السيدة العجوز" توازنهم فارتكبوا أخطاء كثيرة ما أسفر عن إشهار الحكم الألماني فيليكس بريخ البطاقة الحمراء في وجه البديل كوادرادو. وبعشرة عناصر أمام أحد عشر منافسا، انهار يوفنتوس وتلقى هدفا رابعا في الدقيقة الأخيرة من الوقت الرسمي سجله البديل أسانسيو.
ريال مدريد يستمر بذلك في كتابة تاريخ دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وبات نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو أول لاعب يسجل في ثلاث مباريات نهائية بعد (سلفه في النادي) ألفريدو دي ستيفانو في ستينات القرن الماضي. وأحرز "النادي الملكي" الثنائية، الدوري المحلي ودوري الأبطال، للمرة الأولى منذ 1958.
أما يوفنتوس، فقد خسر النهائي السابع له بهذه المسابقة العريقة وفشل في تحقيق: الثلاثية" بعد فوزه بالدوري الإيطالي والكأس.