محمد عبد الملك
"وجدت هذه الأرض للحياة والحب قبل الموت" يقول أحد جنود الجيش اليمني وهو يحاول جاهداً استكشاف جذور الفناء والموت المحقق لأجيال قادمة، بعد أن خلفتها وزرعتها أدوات الحرب، هناك في صحراء ميدي بمحافظة حجة اليمنية.
يتوزع الجنود في المكان ويحملون، كل في واحدة من يديه، جهاز استكشاف أماكن الألغام المتفجرة التي زرعها الحوثيون، وفي اليد الأخرى سلة من الورد الأحمر والأبيض.
مباشرة بعد انتزاع اللغم يجلس فاروق على ركبتيه ويبتسم طويلا، يتأكد من إبطال مفعوله ويضع في الحفرة نفسها شتلات الورد، يقول الجنود بأنهم استطاعوا حتى الآن انتزاع أكثر من ثلاثة آلاف لغم، وزرعوا بعدها الورود.
"يزرع ورودا في سهول الأرض" يتفاعل الصحفي اليمني ثابت الأحمدي مع الفكرة على صفحته في موقع "فيسبوك" ويكتب محمد المقبلي، وهو ناشط يمني جملة مقتضبة "يزرع قبل في صميم الصخر يزرع قبل"
مفارقة كبيرة جداً حملتها الفكرة، ولخصت الجانب المشرق من روح اليمنيين الباحثين عن الحياة والحب والأمل في هذه الأيام العصيبة، ورفضهم كل أدوات الحرب... على أيدي الجنود أنفسهم الذين ملّوا من شحن أسلحتهم بالرصاص وإفراغها لاحقاً.
خطوة مدهشة وعمل بطولي ورسالة وطنية بليغة خالصة، يقول العاشقون من جيل الشباب اليمني، آملين أن يفهمها أدعياء الموت، فيتوقفوا عن زراعة ألغامهم في درب من يحلمون بالعبور مع أحبائهم.. بسلام.