التقى قادة الدول السبع الصناعية الكبرى في العالم مؤخراً في فرنسا، وهي: أمريكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وكندا، وناقشوا عدد من القضايا، وطرحت في القمة قضية احتراق غابات الامازون.
يثير عدد قياسي من الحرائق المستعرة حالياً في غابات الأمازون غضبا دولياً بسبب أهمية هذه الغابات المطيرة بالنسبة للبيئة، ودفعت الحرائق رئيس البرازيل جايير بولسونارو لإرسال الجيش للمساعدة في مكافحتها. فماذا تعرف عن هذه الغابات؟
غابات الأمازون، تقع 60 % منها في البرازيل، وتعد أكبر غابة استوائية مطيرة في العالم، وتشتهر بالتنوع البيولوجي النادر، إذ توجد بها أنواع فريدة كثيرة من النباتات والحيوانات، وبعضها لم تكتشف حتى الآن.
غابات الأمازون المطيرة: تنتج كميات هائلة من المياه، ليس فقط للبرازيل وإنما لأمريكا الجنوبية بأكملها، وما تسمى بـ "الأنهار الطائرة" التي تنقل الرطوبة إلى مناطق واسعة في أنحاء البرازيل، فهي عبارة عن كتل هواء مشبعة ببخار الماء، تنشأ نتيجة للتبخر، سواء من عالم النباتات والحيوانات أو من المسطحات المائية والأسطح الأرضية.
هذه السحب المطيرة تؤثر أيضًا على الأمطار في بوليفيا وباراغواي والأرجنتين وأوروغواي وحتى في أقصى جنوبي شيلي، ولا غنى لهم عنها.
وفقًا لمعهد الأبحاث الحكومي "INPA"، يمكن لشجرة يبلغ قطرها 10 أمتار توفير أكثر من 300 لتر من المياه يومياً في صورة بخار تطلقه في الغلاف الجوي، وهو أكثر من ضعف ما يستهلكه أحد البرازيليين يوميًا.
ومن هنا، فإن عملية إزالة أشجار ونباتات الغابات المطيرة تلحق الضرر بالتبخر ونطاق تأثير "الأنهار الطائرة"، كما أن لذلك أيضا تأثيراً على هطول الأمطار في العديد من بلدان أمريكا الجنوبية، بالإضافة إلى ذلك، توفر غابات الأمازون ما يقرب من خمس المياه العذبة التي تصب في المحيطات.
وأهمية هذه الغابات كونها تمتص كمية هائلة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، وتنتج 20% من الأكسجين للإراض، ويقول العلماء: إن الحفاظ على غابات الأمازون أمر جوهري في محاربة الاحتباس الحراري، المهدد بفناء الأرض.
كما يخشى العلماء من أن استمرار تدمير غابات الأمازون، والذي قد يؤدي إلى نقطة تحول تدخل المنطقة بعدها إلى دورة ذاتية من الموت التدريجي للغابات فيما تتحول من غابات مطيرة إلى سافانا.
ويعتقد عالم المناخ البرازيلي كارلوس نوبري أن ما يتراوح بين 15 و17 % من إجمالي غابات الأمازون دمر بالفعل، وكان الباحثون يعتقدون في البداية أن نقطة التحول ستكون عند دمار نسبته 40 %، لكن ذلك تغير مع ارتفاع درجات الحرارة في غابات الأمازون الناجم عن الاحتباس الحراري والعدد المتزايد من الحرائق سنوياً.
يستغرق الموت التدريجي للغابات ما بين 30 و50 عاماً سينبعث خلالها 200 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي مما سيجعل إبقاء ارتفاع درجات الحرارة أقل من 1.5 إلى درجتين مئويتين، وهو ما يسعى إليه العالم لتجنب أسوأ آثار لتغير المناخ.