وقال هشام عزمي رئيس دار الكتب والوثائق القومية في مؤتمر صحفي إن المخطوط المسترد هو (المختصر في علم التاريخ) لمؤلفه محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الكافيجي (788-879 هجرية).
وأضاف أن المخطوط يتفرد بقيمة تراثية وعلمية كبيرة إذ يعد أقدم رسالة إسلامية معروفة عن نظريات التاريخ، ويمتاز بأصالة منهجه حيث اهتم بتوضيح المناقشات النظرية للتاريخ في منهجه القصصي.
وأشار إلى أن المخطوط فُقد من دار الكتب والوثائق في ظروف غامضة في سبعينات القرن الماضي ليظهر فجأة في أبريل نيسان الماضي بمزاد في دار بونامز في لندن وحينها بدأت جهود مكثفة لإثبات أحقية مصر فيه من خلال الوثائق والأدلة تكللت بالنجاح في 13 يوليو تموز.
وقال عزمي "ترجع أهمية المخطوط إلى كونه الكتاب التراثي الوحيد المُؤلف، بحسب علمنا، في مصطلح التاريخ مستوفيا للجانبين النظري والتطبيقي، على الرغم من صغر حجمه".
وأضاف "الكتاب من المراجع الأساسية لهذا التخصص وفتح مجالا لكل من أتى بعده لكي يستفيد منه ويبني عليه ويستند إليه مثل (جلال الدين) السيوطي و(شمس الدين) السخاوي".
وتابع قائلا "ميزة أخرى يكتسبها هذا المخطوط وهي أنه نُسخ بعد ثمانية أيام فقط من كتابة مؤلفه له، وهناك فرق كبير بين مخطوط نُسخ في حياة مؤلفه وآخر نُسخ بعد وفاته أو رحيله بعقود".
وتعد دار الكتب المصرية أقدم مكتبة وطنية عربية إذ أنشئت بقرار من الخديوي إسماعيل في 1870 باسم ”الكتبخانة“ وأصبحت تملك اليوم أكثر من 60 ألف مخطوط.
وأشار رئيس دار الكتب والوثائق المصرية إلى أن هناك وحدة جديدة يجري العمل على إعدادها وتفعيلها لتتبع المخطوطات والكتب التراثية المفقودة والعمل على استعادتها قبل ضياعها للأبد وذلك بجانب المضي قدما في مشروع رقمنة الوثائق والمخطوطات.