ويقدم معرض "كابول في عهد الملك بابور: مهد الحضارة المغولية" نماذج مختارة من التحف والقطع الفنية التي أعيد إنتاجها بجودة عالية من الفترتين المغولية والتيمورية من منتصف القرن السادس عشر وهي حقبة من أكثر الفترات ثراء ثقافيا في آسيا الوسطى.
يأتي المعرض في أعقاب معرض مماثل أقيم في ديسمبر في القلعة التاريخية بمدينة هرات غرب أفغانستان التي كانت ذات يوم مقر الأسرة التيمورية القوية.
وفي معرض كابول الذي افتتح يوم السبت تذكر مايكل باري الخبير العالمي في فنون وثقافة أفغانستان الذي أعد المعرض زيارة قام بها للمدينة وقت ذروة الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي.
وقال "هنا في حديقة بابور، ما رأيناه في عام 1994 كان ركاما وأشجارا محطمة وقذائف فارغة. وكانت آثار الرصاص تملأ جدران المسجد الرخامي الجميل الذي يعود للقرن السابع عشر. كل ما رأيناه كان ينم عن اليأس والقبح".
وتحمل حديقة بابور إحدى أقدم الحدائق المغولية الباقية اسم أول إمبراطور من الإمبراطورية المغولية التي حكمت أغلب أرجاء الهند في القرون الثلاثة التالية.
عشق بابور مدينة كابول ودفن في الحديقة التي أمر بإنشائها بعد أن غزا المدينة في عام 1504. لكن الحرب دمرتها بدرجة كبيرة في تسعينيات القرن الماضي وساهمت مؤسسة أغاخان في إصلاحها عام 2008.
وما زالت الحديقة تعد متنزها تقبل عليه الأسر من سكان كابول لكن الكنوز الفنية من آثار البلاط المغولي اندثرت من المدينة ولم يتبق أي من اللوحات الأصلية التي تعود لهذه الحقبة في أفغانستان.
وقال باري "في هذه الحديقة سنعيد اللوحات الرائعة، التي أثرت في الحضارة العالمية، مرة أخرى إلى أفغانستان في هذا المكان وفي هذه البيئة التاريخية".
وعلى مر القرون خرجت القطع الفنية الأصلية من أفغانستان إلى مناطق متفرقة من العالم. وربما أنقذ خروجها بعضها من الدمار لكنه حرم الأفغان من ركيزة أساسية لإرثهم الثقافي.
وباستخدام أحدث أساليب الطباعة أعيد إنتاج عشرات النماذج المصغرة التي عرضت لتظهر العالم الأسطوري للشعراء والحكام والصيادين ومشاهد من حياة البلاط الإمبراطوري وتعرض التداخل الكبير القائم بين الفنون الأوروبية والمغولية.
وقال توماس بارفيلد رئيس المعهد الأمريكي للدراسات الأفغانية الذي أشرف على تنظيم المعرض "أغلب هذه القطع اختفت من أفغانستان قبل أكثر من 500 عام، وحتى في ذلك الوقت لم يكن يشاهدها سوى الملوك والوزراء وربما بعض كبار العلماء".