دعا الزعيم الجديد لحركة طالبان الأفغانية الملا منصور للوحدة وأثار احتمال اجراء محادثات سلام مع حكومة كابول في رسالة نشرت يوم الثلاثاء بمناسبة عيد الأضحى المقبل.
وتأتي الرسالة بعد أيام من تنديد مجموعة من قادة طالبان المعارضين بتعيين منصور في الآونة الأخيرة خلفا للملا عمر الراحل.
وهددت الخلافات داخل حركة طالبان بعرقلة محادثات سلام هشة مع الحكومة الأفغانية وسمحت لتنظيم الدولة الإسلامية بتوسيع رقعة نفوذه في المنطقة.
واختير منصور على عجل زعيما لطالبان في يوليو تموز بعد أن سربت المخابرات الأفغانية أنباء عن أن عمر زعيم الحركة الذي يميل للعزلة توفي قبل أكثر من عامين. وكان منصور نائبا له.
ويعارض الكثير من قادة طالبان اختيار منصور ويلقون عليه مسؤولية إخفاء نبأ وفاة عمر ووصفوا تعيينه بأنه أمر غير طبيعي. وسعى منصور لتهدئة القادة المستاءين وحذر من أن الانقسامات تخلق العداوة.
وقال في رسالة العيد "تشكيل مجموعات مختلفة.. هو آخر مؤامرة للغزاة حتى تستمر الحرب الأمريكية بالوكالة في أفغانستان."
وتابع قوله "بإذن الله سيحبط الشعب الأفغاني المسلم بإرادته هذه المؤامرة."
وأثار منصور أيضا احتمال إحياء محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية لكنه حذر آخرين من التدخل. وأجريت الجولة الأولى من المحادثات في باكستان في أوائل يوليو تموز لكن المحادثات انهارت بعد أن عرف أن الملا عمر توفي منذ أكثر من عامين.
وقال منصور "إذا لم تكن البلاد تحت الاحتلال يمكن حل مشاكل الأفغان من خلال التفاهم بين الأفغان. أي ضغط أجنبي بحجة حل المشكلة الأفغانية لن يحل المشكلة لكنه سيخلق مشاكل أخرى."
ويشكك كثير من القادة في دور باكستان المجاورة في استضافة المحادثات. وتشهد باكستان وأفغانستان تمردا من حركتين مستقلتين لطالبان لكنهما متحالفتان ولطالما تبادل البلدان الاتهامات بعدم بذل ما يكفي من الجهود لتدمير قواعد طالبان على الحدود.
ويشعر بعض قادة طالبان أفغانستان أن بعض الشخصيات في قوات الأمن الباكستانية تريد استغلال التمرد الأفغاني لأغراضها الخاصة. ويقول الباكستانيون إنهم يستضيفون المحادثات بحسن نية.
ويعتبر كثيرون في طالبان أن منصور مقرب أكثر مما ينبغي من باكستان وهو انطباع عززه اختيار منصور لسراج الدين حقاني ليكون نائبا له. ويقود الأخير شبكة حقاني وهي جماعة متشددة تعتبر مقربة من المخابرات الباكستانية.