يُمكن القول إنّ أحدث صيحات التكنولوجيا، لا تتوافق إلى حدّ كبير مع الأمن الرئاسي. لذلك، فإنّ الرئيس الأميركي، الذي يُعدّ رئيس أقوى دولة في العالم وأكثرها تطوراً من حيث التقنيّة والمعلوماتيّة، لا يستخدم سوى حفنة من الأدوات التكنولوجية المجردة من ميزاتها، والهدف من ذلك هو تأمين حمايته التامة.
بحسب المقربين منه، يحبُّ الرئيس الأميركي باراك أوباما الأجهزة والأدوات التكنولوجية الصغيرة (Gadgets). فهو أول رئيس أميركي استخدم الهاتف الذكي من طراز "بلاكبيري"، وعادة ما يندمج مطولاً في استخدام الآيباد، كما أنه يرتدي سوار اللياقة "فيتبيت" حول معصمه.
المميز في السوار، قدرته على احتساب نبضات القلب، وعدد الخطوات والمسافات التي تقطع يومياً، فضلاً عن السعرات الحراريّة التي أحرقت، وساعات النوم. لكنّ سوار أوباما لا يشبه البقيّة، لا سيما وأنه فقد ميزة أساسية وهي إمكانية وصله بالهاتف الذكي وبنظام تحديد المواقع.
وتعتبر هذه الأدوات التكنولوجية الصغيرة مصدر قلق للمسؤولين عن حماية الرئيس. فالأدوات المزودة بنظام تحديد المواقع أو بتقنيات لرصد معدل ضربات القلب، تشكل كوابيس يوميّة للفريق التقني في البيت الأبيض، الذي يخشى اختراق هذه الأدوات والنظم الموجودة بداخلها للوصول إلى البريد الإلكتروني للرئيس أو التجسس خلسة على جلساته السرية عبر الميكروفون.
لا يوضح الفريق التقني على وجه التحديد الميّزات التي تم تعديلها، أو بالأحرى إزالتها نهائياً، من الأجهزة التي يستخدمها أوباما. لكن مصادر من داخل هيئة الأركان المشتركة، أشارت إلى أنه تم تعديل الآيباد الشخصي لأوباما من قبل شركة DARPA للتكنولوجيا قبل أن يتمكّن من استخدامه في الاجتماعات السريّة. كما أنّ جميع الأجهزة والأدوات التكنولوجيّة الصغيرة الخاصة بأوباما خضعت لمصير مماثل، أي أنّها جُرّدت من أجهزة البلوتوث، والكاميرات الصغيرة، وأنظمة تحديد الموقع، وما شابه ذلك.
وتحدث أوباما عن الموضوع بنفسه في أكثر من مناسبة ولقاء تلفزيوني. ففي عام 2013، صرح أوباما عن سبب استخدامه لهاتف "بلاكبيري" بدلاً من أي هاتف آخر أكثر حداثة، فقال: "لم يسمح لي، لأسباب أمنية، بأن أحمل الآيفون".
وفي عام 2015، عاد أوباما ليؤكد أنه لا يرسل أي رسائل نصيّة عبر الهاتف المحمول، ونادراً ما يكتب بنفسه تدويناته على موقع تويتر" للتواصل الاجتماعي، كما ليس مسموحاً له باقتناء هاتف ذكي أكثر حداثة به جهاز تسجيل، لذلك هو يستمر باستخدام الـ "بلاكبيري".
وقال أوباما في مقابلة في برنامج جيمي كيمل لايف على قناة ABC في مارس/آذار 2015، إنّه لا يسمح له باقتناء هاتف يسمح بالتسجيل: "لا أبعث برسائل نصية. أرسل رسائل بالبريد الإلكتروني.. ولا أزال أمتلك جهاز بلاكبيري".
وأوضح أوباما أن ابنتيه، وهما في سن المراهقة، تمتلكان هواتف ذكية، وتتبادلان الرسائل النصية مع أصدقائهما، لكن الأسباب الأمنية تمنعه من اقتناء أحدث التقنيات.
وزادت المخاوف الأمنية لفريق أوباما من إمكانية الوصول إليه عبر التكنولوجيا، عمليّات القرصنة التي طاولت البيت الأبيض ومجموعة من البرائد الإلكترونية لمسؤولين بالإضافة إلى حواسيب تتبع للرئاسة.