وجدت دراسة ألمانية أدلة على ممارسات تمييزية عنصرية في سوق العمل تتخذ ضد المسلمات اللواتي يحملن أسماء تركية، خاصة إن كن يرتدين الحجاب، حسب تقرير لموقع BBCالبريطاني، الثلاثاء 20 سبتمبر/أيلول 2016.
فقد قامت باحثة جامعية في دراسة تجريبية بإرسال 1500 سيرة ذاتية متطابقة لشتى المكاتب والشركات الألمانية، إلا أنها أرسلت بعضها باسم مريم أوزتورك والأخرى باسم ساندرا باور.
كانت النتيجة أن ساندرا باور دُعيت لمقابلات عمل بنسبة 18.8% مقارنة بمريم أوزتورك بنسبة 13.5%.
أما حينما أرسلت صورة مريم بحجابها إلى الشركات انخفضت النسبة إلى 4.2%.
وقد نشرت الدراسة في معهد دراسات العمل بمدينة بون، لصاحبتها الباحثة دوريس فايكسلباومر من جامعة لينز بالنمسا.
وتكتسب هذه النتائج أهميتها من الجهود والمساعي الألمانية الحالية لدمج الأعداد القياسية من المهاجرين المسلمين الذين جلّهم لاجئون هربوا من حروب سوريا والعراق وأفغانستان.
وكان أكثر من مليون طالب لجوء قد وصلوا إلى ألمانيا عام 2015 وسط ردود فعل ساخطة ومعارضة من قبل المجموعات الوطنية المتعصبة خاصة مجموعتي "بيغيدا" و"البديل لألمانيا".
وناهيك عن اللاجئين فإن ألمانيا تؤوي أكبر جالية تركية في الخارج يقدر أعدادها بـ3 ملايين نسمة.
حجاب "مودرن"
في دراستها قالت فايكسلباومر "إن الاختيار كان يقع على ربطات الحجاب العصرية و"المودرن" جداً؛ لأنها تشير إلى صغر عمر المتقدمة للوظيفة وإلى كونها فتاة عصرية قادرة على الاندماج بسهولة في بيئة علمانية".
وأشارت إلى أنه من المعهود في ألمانيا إرفاق صورة شخصية بطلب التقدم لوظيفة.
وتوضح نتيجة التجربة أن "على المرشحة المحجبة إرسال عدد من طلبات التقدم للوظيفة يزيد 4.5 ضعف زميلة تطابقها في المواصفات لكن تحمل اسماً ألمانياً وبلا حجاب، وذلك بغية الحصول على نفس العدد من اتصالات الشركات التي تدعوهن لإجراء مقابلة".
ويبدو أن التمييز العنصري والتفرقة يشتدان حينما تتطلب المهنة أو الوظيفة مستوى مهارة أعلى؛ فعندما كانت المرشحة أوزتورك المحجبة تتقدم لوظائف سكرتارية كان عليها إرسال سيرتها الذاتية بمعدل 3.5 ضعف أكثر من المرشحة الألمانية باور، في حين أنه عند التقدم لمنصب رئيسة محاسبة توجب على أوزتورك إرسال طلبها الوظيفي أكثر بـ7.6 ضعف.
كما وجدت فايكسلباومر معدلات تفرقة وتمييز عنصري مشابهة في النمسا، حيث كانت مرشحة نيجيرية لا تحظى سوى بنصف النجاح الذي تحققه امرأة نمساوية في الحصول على مقابلات عمل، وذلك طبقاً لأبحاث أجرتها الباحثة عام 2013.