وتتعرض إندونيسيا لزلازل مدمرة تؤدي إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة، ويتبع تلك الزالازل موجات بحرية عاتية (تسونامي) تؤدي إلى تدمير المناطق التي تصل إليها على شواطئ البلاد.
وتعتبر إندونيسيا من المناطق الأكثر نشاطا بالزلازل على الأرض، وتشكل جزء من ما يسمى بحلقة النار في المحيط الهادئ، حيث تقع في هذه المنطقة من العالم الطبقات الأرضية الأكثر نشاطا، والتي يتحرك بعضها بسرعة 7 سم سنويا.
وأعاد وقوع أمواج المد العاتية قبل عطلة عيد الميلاد إلى الأذهان ذكريات تسونامي المحيط الهندي الذي وقع بسبب زلزال، يوم 26 ديسمبر 2004، وأسفر عن مقتل 226 ألف شخص في 14 دولة بينهم ما يربو على 120 ألفا في إندونيسيا.
وأظهرت صور التقطت من الجو ثوران بركان أناك كراكاتاو في إندونيسيا للمرة الثانية بعد يوم من ثوران سابق يُعتقد أنه السبب في موجة المد البحري تسونامي الذي أودى حتى الآن بحياة ما لايقل عن 281 شخصا في مضيق سوندا إضافة إلى فقدان العشرات لا يزال البحث عنهم جاريا.
وكان بركان أناك كراكاتاو قد لفظ لعدة شهور حمما ورمادا إلى أن ثار السبت الماضي تلاه بعد ذلك المد البحري الذي تسبب في خسائر مادية جسيمة لحقت بالمباني والممتلكات إضافة إلى الخسائر البشرية.
ونصحت السلطات الإندونيسية المواطنين بعدم الاقتراب على بعد أقل من اثنين كيلو متر من موقع ثورة هذا البركان الذي تسبب في موجات مد عاتية "تسونامي" أودت بحياة العشرات.
ولم يتلق السكان أي تحذير من الموجات العملاقة التي ضربت خلال الليل، ودمرت مئات الأبنية، وجرفت السيارات واقتلعت الأشجار.
وقد أعرب الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، عن أسفه للضحايا وحث الناس على التحلي بالصبر.
وضربت الأمواج الهائلة شواطيء المدينة بشكل مفاجئ ليل السبت الماضي، مما أدى إلى انهيار مئات المباني في المنطقة.
ورجح مسؤولون أن السبب وراء ما حدث هبوط أرضي في أكثر من مكان نتج عن ثوران بركان أناك كراكاتوا.
ويقع مضيق سوندا بين جزيرتي جاوا وسومطرة الإندونيسيتين، ويربط بين بحر جاوا والمحيط الهندي.
وأشارت تقارير إلى سقوط ضحايا على شواطيء بانديغلانغ وسيرانغ في حزيرة جاوا أيضا علاوة على ضحايا آخرين أبلغت بهم السلطات على شاطيء لامبونغ في جزيرة سومطرة.
وقالت ريبيكا هينشكي، مراسلة بي بي سي في إندونيسيا، إن القتلى جراء التسونامي في منطقة لامبونغ ربما يقدرون بالمئات.
ونُشرت مقاطع فيديو على الإنترنت لموجات مرتفعة عاتية تضرب الخيام في هذا المنتجع السياحي الساحلي حيث كانت فرقة الغناء الشعبي الإندونيسي "سفنتين" تؤدي عرضا.
وجرفت الأمواج العنيفة أعضاء الفرقة ودمرت، خشبة المسرح التي كان يؤدون العرض فوقها.
وظهر فيديو آخر يثير الحزن على موقع التواصل الاجتماعي إنستاغرام للمطرب الإندونيسي رايفيان فجرصياح وهو يروي كيف مات عازف القيثارة الأول بالفرقة بينما أصبحت زوجته وثلاثة من أعضاء الفرقة في عداد المفقودين.
وقالت كاثي مولر، المسؤولة في منظمة الصليب الأحمر الدولية: "هناك أنقاض مباني، وسيارات ودراجات بخارية محطمة ومباني منهارة في كل مكان."
وأضافت: "يبدو أن الطريق الرئيسي في بانديغلانغ لحقت به أضرار بالغة، ما يصعب على فرق الإنقاذ الوصول إلى المنطقة."
وقال أسيب بيرانغكات، شاهد عيان، إن "الأمواج كانت تجرف السيارات لحوالي عشرة أمتار، وكذلك كانت تجرف الحاويات."
وأضاف أن "المباني على الشاطيء دُمرت بشكل كامل، كما اقتلعت الأمواج الأشجار وأعمدة الإنارة لتسقط على الأرض."
ونشر ساتوبو بوروو نوغروهو، المتحدث الوطني باسم وكالة الكوارث الإندونيسية، في تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، مقطع فيديو للدمار الذي حل بلامبونغ.
يرجح أن التسونامي الذي ضرب السواحل الإندونيسية ليل السبت الماضي جاء بسبب هبوط أرضي في أكثر من موقع جراء ثوران بركان أناك كراكاتوا.
وشهد البركان الإندونيسي ارتفاعا في نشاطه في الأشهر القليلة الماضية.
وقالت وكالة الجيولوجيا الإندونيسية إن البركان ثار لدقيقتين و12 ثانية الجمعة الماضية، ما أثار غبار بركاني ارتفع إلى مسافة 400 متر أعلى الجبل.