على ذات الحال ترزح محافظة الجوف لسنوات تحت وطأة الظلام، ومن الظلام إلى الظلام، كأن لأفرق بين ماضي المليشيا الأسود التي اورثها الانقلاب وحاضر الشرعية الأكثر خيبة، سوى الأصوات التي لها أن تتنفس، وتبحث عن الضوء في ليالي رمضان.
تبدو ليالي رمضان في مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، وكغيرها من المديريات، تغرق في هذا السواد المخيف، جراء انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ومتكررة، وما ترتب عليه من مضاعفات إنسانية ومادية، يدفع ثمنها المواطنين، المرضى على وجه الخصوص، لاسيما في ظل ارتفاع درجة الحرارة مع شهر رمضان.
انقطاع التيار الكهربائي وخروج محطة كهرباء الجوف عن الخدمة بشكل جزئي؛ يعلل المعنيون ذلك لأسباب كثيرة أهمها انعدام مادة الديزل الذي تحتجزه شركة النفط اليمنية فرع مأرب ومصادرتها لحصة الجوف، فضلا عن الأحمال الثقيلة التي ضاعفت من مشاكل المحطة وعجزها عن التوليد.
ليس وضعا طبيعيا، هذا الذي تمر به الجوف بعد أكثر من عامين من تحرير مركزها من المليشيا، إذ لا تزال محرومة من ابسط الخدمات اهمها الكهرباء المعضلة الكبيرة التي يشكو السكان غيابها الفعلي ولا غنى عنها في حياتهم اليومية.
ويبقى مصير هذه المحافظة معلقا بين ماضٍ مليء بسواد الأنظمة المتعاقبة، وحاضر رخو في شرعيةٍ هشة.