وأخيرا يسدل الستار على أطول جولة محادثات يمنية، حيث وصلت محادثات السلام بين الحكومة والمليشيا الى النهاية.. النهاية التي لم تبتعد كثيراً عن نقطة البداية، ولم تصل بالأزمة اليمنية الى أي مكان، وهو ما جعل المحادثات تبدو أشبه بمتاهة لا مخرج لها، سوى هذا الفشل.
وفيما أعلن ولد الشيخ اختتام المحادثات، بعد رفض المليشيا التوقيع على مسودة الاتفاق المقدم من المبعوث الأممي، وكما هو متوقعا فقد أعلن عن استئنافها في وقت لاحق في بلد لم يتم تحديده حتى اللحظة، لتتكرر الإشكالية ذاتها في كل مرة، وهو ما يعني العودة دائماً الى النقطة صفر.
بحسابات الربح والخسارة يبدو ميزان المكاسب بعد أربعة أشهر من المحادثات مائلاً لصالح المليشيا، ففي اللحظة التي سيعود فيها الوفد الحكومي الى الرياض وليس في جعبته سوى عبارات الثناء والمديح التي حصل عليها من المجتمع الدولي نتيجة التزامه بجدول الأعمال، وتقديمه كل التنازلات المطلوبة للتوصل الى اتفاق، يعود وفد المليشيا وقد حصل على معظم مطالبه تقريباً.
وبشيء من التفصيل.. فقد ذهب الوفد الحكومي الى الكويت للتباحث بشأن آلية تنفيذ القرار الأممي 2216 ، وبعد أيام من المحادثات عاد ليوافق على ما أسمي بالنقاط الخمس، التي عدت لحظتها تلخيصاً لهذا القرار، لكنها كانت مجرد خطوة أولى للذهاب بعيداً عن القرار الأممي، انتهت بالتوقيع على مسودة اتفاق غامض تتداخل نقاطه بشكل مربك، ويميل لصالح رؤية المليشيا بشكل أو بآخر.. أما وفد المليشيا الذي ذهب الى الكويت لكسب الوقت، فقد عاد أيضاً بحملة علاقات عامة أكسبت رؤيته قبولاً ملحوظاً، وداعمين دوليين جدد، ومجلس سياسي حاكم في صنعاء.
ما الذي ستحمله هذه النهاية المتوقعة لمحادثات كانت تسير بمحاذاة الفشل منذ اللحظة الأولى؟
يقول البعض.. أن الحرب التي تلوح الآن من على جبال نهم هي الطريق الذي سيعبر الى قلب العاصمة، فيما يرد البعض الآخر أن مزيد من الجمود سيكون هو الملمح الأبرز للمرحلة على وقع إعلان المليشيا مجلسها السياسي في صنعاء، وبقاء السلطة الشرعية خارج البلد..
وفي كل الأحوال تبدو الأزمة اليمنية ذاهبة باتجاه اللاحرب واللاسلم الطويلين.