الشاهد أن لهجة التصعيد ولو بالتصريحات الكلامية هي السائدة حتى الآن.. رسالة السعودية الأخيرة لمجلس الأمن عن الخروقات الأيرانية كشفت الكثير من الاحتقان ووضعت العالم أمام فتيل تشعله أصابع طهران في المنطقة وتتسع حرائقه لتشمل الاقليم كله.
طالبت السعودية مجلس الأمن عبر سفيرها عبد الله المعلمي بوضع حد لتهريب الأسلحة الإيرانية للميليشيات في اليمن التي تخوض الرياض تحالفاً عسكرياً لاسناد الشرعية فيها.
وقالت السعودية ان خروقات طهران تشكل خطراً على القرار الدولي اثنين وعشرين ستة عشر، في اشارة الى استمرار دعمها للمليشيات الانقلابية وتشجيعها على التمرد السياسي والتصعيد العسكري. مذكرة بشحنات الأسلحة الإيرانية التي تم اعتراضها أكثر من مرة في عرض البحر.
هذه الرسالة سبقتها تصريحات رسمية لوزير خارجية طهران جواد ظريف نشرت على هيئة مقال في جريدة النيويورك تايمز حاول خلالها أن يمنح بلاده دور الضحية متهماً الرياض بالارهاب.
لم يتوقف حديث ظريف عند اطلاق الاتهامات بل تجاوز حدود التهديد بتصفية الهوية والمذهب قائلاً " فلنخلص العالم من الوهابية.
بالعودة الى الظرف الاقليمي الذي تأتي فيه هذه التصريحات والرسائل فإن الحرب الكلامية بين السعودية وايران لن تنتهي قريباً ..
ليس اليمن هي الساحة الوحيدة التي تتعارض فيها مصالح الرياض وطهران لكنها ربما الأكثر سخونة والأهم بالنسبة للرياض.. فالأمر يتعلق بدولة تتقاسم معها الحدود وتختلف مذهبياً مع الطرف المنقلب على الشرعية.
عيون السعودية ودول الخليج مشدودة كثيراً الى مجلس الأمن والموقف الدولي خشية من ان يناقض الغرب تنازلات طهران بشأن برنامجها النووي مقابل اطلاق يدها في المنطقة وملفاتها المتعددة. سيما بعد التصعيد الأمريكي الأخير الذي حمله قرار الكونجرس الأمريكي بجواز رفع دعوى قضائية ضد السعودية على ذمة أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وهو ما اعتبره مجلس التعاون الخليجي مخالفاً للمبادئ الثابتة في القانون الدولي.
هذه المواقف غير المطمئنة دفعت سيل الشكوك ازاء تعهدات واشنطن بما يشبه الرعاية والحماية والحفاظ ع مصالح ايران في المنطقة.
وبغض النظر عما سيؤول اليه التصعيد السائد بين طهران والرياض يبقى السؤال كيف ستنعكس هذه الحرب الكلامية المفتوحة على الملف اليمني وما المصير المنتظر لبلد تنهشه المليشيات وتتربص به الأيادي العابرة للاقليم.