استأنف المبعوث الأممي جولته في المنطقة بزيارة السعودية، حيث يبحث عن فرصة جديدة للحل السياسي المتعثر في اليمن.
ولا جديد في تزامن هذه الجولة مع العمليات العسكرية المشتعلة في أكثر من جبهة، وتحديدا في الساحل الغربي لمدينة تعز، وكذلك في صعدة وأجزاء من محافظة شبوة.
وتحقق قوات الجيش الوطني وأفراد المقاومة الشعبية تقدما ملحوظا في هذه الجبهات، ما يدعو بعض المراقبين إلى التشكيك في مهمة المبعوث الأممي.
يرى هؤلاء ان الهدف من الجولة الأممية إعاقة انتصارات الجيش الوطني وعدم تمكينه من تحقيق الحسم العسكري بشكل كامل.
ويمكن القول أيضا ان مهمة ولد الشيخ أحمد غير نزيهة منذ بدايتها، وهي استكمال للمهمة التي قادها المبعوث السابق جمال بن عمر، وأوصلت البلد إلى عنق الزجاجة وزمن المليشيات.
ويكفي النظر إلى المبادرة الأخيرة التي قدمها والتي تجاوزت المرجعيات المحددة في كل الجولات السابقة. هذه المرجعيات هي أساس الحل وطريق السلام الحقيقي.
وتجاوزها يعني العودة إلى نقطة الصفر، فهل كان المبعوث الأممي بحاجة إلى هذا التعقيد الاضافي للمفاوضات وتصفير عدادها من جديد.
لكن الشكوك تذهب أبعد من ذلك إلى صف التحالف العربي وقيادة الشرعية. إذ ان إنطلاق عمليات عسكرية في جبهة وتوقفها بشكل مفاجئ في جبهة أخرى، كثيرا ما أثارت التساؤلات.
والعملية العسكرية الواسعة في الساحل الغربي جاءت سابقاتها بزخم التصريحات والآمال بتحرير كافة مناطق الساحل الغربي ومدينة تعز المحاصرة.
إلا ان تصريحات وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، اليوم، استرجعت الواقع الماثل سابقا. قال المخلافي إن العمليات العسكرية التي انطلقت في الساحل الغربي ضرورية لإعادة إحياء المسار السياسي.
وأكد أن مليشيا الحوثي والمخلوع صالح لا تقبل منطق الحوار إلا إذا تغير الوضع العسكري في الميدان. فهل كانت هذه العملية العسكرية فقط لمجرد إحياء المسار السياسي؟