مؤكدا في مؤتمر دولي باسطنول حول "عرب المستقبل" من أمة رعايا إلى أمة مواطنين ان نذكر العالم بالمآسي المروعة التي يعيشها عشرات الملايين من العرب.
وقال المرزوقي "حتى لا نقفز على الواقع لا بدّ لنا من مواجهة معاني ورسائل صور عشّشت داخل قلوبنا وعقولنا تختزل جزءا كبيرا من أخطاء الماضي وجرائم الحاضر وأخطار المستقبل".
مشيرا إلى ان أغلب الناس لا يرون ولا يسمعون عن الآلام الصامتة لعشرات الملايين من الشباب العربي.
وأردف بالقول "البحر أمامهم والبطالة ورائهم، الفقر أمامهم والقمع ورائهم، العنوسة أمامهم والوحدة ورائهم، اليأس أمامهم واليأس ورائهم، البؤس ورائهم ونفس البؤس أمامهم ولا خلاص لهم من هول الحياة إلا هول الموت".
لكنه أكد بأنه بالرغم هذا الواقع المرعب، إلا انه علينا أن نتذكّر أننا لسنا أول ولا آخر أمة تعاني من قسوة التاريخ عليها، حسب تعبيره.
مشيرا إلى ما قال "الآلام الرهيبة لشعوب أمريكا الوسطى والجنوبية مثل الأزتك والأنكا في القرنين الخامس والسادس عشر".
وقال ان هذه الآلام لم تؤد إلى تجدد حضارتهم وإنما كانت مرافقة لاندثارها مما يعني أن أخطر سؤال اليوم هو هل سيأخذنا التاريخ في الاتجاه الذي أخذه الصينيون والألمان والروس أم في الاتجاه الذي أخذه الأزتك والانكا.
وأضاف "بعبارة أخرى: هل هذه الآلام الرهيبة التي تعيشها شعوبنا آلام مخاض أمة جديدة أم آلام احتضار أمة شارفت على نهايتها؟".
وطالب المرزوقي بمواصلة النضال لوضع حد لما اعتبره ظام سياسي استبدادي يرى السلطة غنيمة حرب تقتسم بين الأقربين لا وظيفة مجتمعية لتسيير شؤون الناس.
معتبرا أنه لا مشروع سياسي اليوم غير الذي يعجل بانتقالنا من شعوب مملوكة لدول إلى شعوب تملك دولا وبالتالي الانتقال من وضعية شعوب من الرعايا إلى شعوب من المواطنين.
وقال ان ذلك لن ياتي الا عبر نظام ديمقراطي تشاركي سيادي محرر من العصابات المالية والسياسية والإعلامية الفاسدة.
وأضاف "علينا الانتهاء من النظام الاقتصادي المبني على الريع والزبنية والفساد والتبعية الذي جعلنا أمة لا تنتج شيئا ذا قيمة في ملحمة البشرية ضد الفقر والمرض والجهل".
ولفت إلى ضرورة مراجعة سياستنا التعليمية بصفة جذرية، قائلا ان أكبر جرائم الاستبداد اليوم ما فعله به بعد سبعة عقود من الاستقلال المزعوم.
وقال أيضا "علينا القيام بثورة معرفية وأخلاقية نراجع بها أركانا هامة من شخصيتنا الجماهيرية التي أصبحت وبالا علينا وإن لم نعي".
وأضاف "مهمتنا أن نعتبر أنفسنا لحظة من لحظات وعي هذا الحراك الجبار بنفسه وليس ادعاء قيادة حركة تاريخية تتجاوز كل الأفراد وكل الأحزاب وكل الايدولوجيات ولا الركوب عليها كما يفعل الانتهازيون الذين تعذبنا منهم كثيرا".
وأكد ان مهمتنا أن نكون جزء من سعي هذا الحراك لتوضيح رؤياه ثم أن نكون أدوات صالحة وفعالة لدفع مشروعه قدما وذلك بالدعوة والعمل وخاصة بالانخراط في زمن الشعوب لا زمن الأفراد.