جاء ذلك خلال كلمة مسجلة خلال مشاركتها في مؤتمر عرب المستقبل من أمة رعايا إلى أمة مواطنين الذي ينظمه المجلس العربي في إسطنبول.
مؤكدة إن هذا المؤتمر يتلمس المستقبل الذي لا ينبغي أن يشبه الماضي أو الحاضر المتحكم في كثير من تفاصيله قوى الثورة المضادة.
وأشارت كرمان إلى أن ثورات الربيع العربي أطاحت بتلك الاطروحات التي كانت تسعى لتنميطِ شعوبِ المنطقة العربية ومعاداةِ القيمِ المدنيةِ العالمية، كالمدنيةِ والحريةِ وحقوق الإنسان، وأثبتت أن شعوب منطقتنا تتوق للحرية، ولبناء دول تقوم على أسس المواطنة وحقوق الإنسان.
وأضافت أن المستقبل الذي لا يتضمن المواطنة وسيادة القانون والتداول السلمي للسلطة لم يعد يقبل به أحد، مؤكدة أن الشعوب قادرون على إسقاط الاستبداد بكل مستوياته وأنواعه.
وهاجمت كرمان الدور غير المشرف للحكومات الغربية التي كانت داعمة للانقلاب على الديمقراطية، وقالت إن كثير من الدول الغربية تحدثت طويلاً عن أهميةِ الديمقراطية، وعندما حانت ساعة الحقيقة، وقف إلى جانبِ أعداءِ الديمقراطية.
وقالت ان الربيعُ العربي أثبت أن شعوبَ منطقتنا تتوق للحرية، ولبناءِ دولٍ تقوم على أسس المواطنةِ وحقوق الإنسان، والنزاهة، ومحاسبة ِالحكام.
واعتبرت ان المستقبلَ الذي لا يتضمن المواطنةَ وسيادة القانون والتداولَ السلمي للسلطة والحرياتِ وحقوقَ الإنسان، لم يعد يقبل به أحد.
وأضافت "نحن لسنا استثناءً، بل نحن قادرون على إعادةِ الكرةِ من جديد، وإسقاطِ الاستبداد بكل مستوياتِه وأنواعه".
وأردفت "نحن هنا اليوم، لنؤكدَ إيماننَا الثابت واعتقادَنا المطلقَ أن الشعبَ وحدَه صاحبُ السيادة، ومصدرُ السلطات، يمارسُها عبرَ انتخاباتٍ حرة".
معتبرة ان أي محاولات غير ذلك ليست سوى "ضربا من ضروبِ اغتصابِ السلطة، و من الخزي والعار والقبحِ أن يستمرَ في عالمِ اليوم".
وأكدت على سلميةِ النضال الواجب و المستحق من أجلِ إحداث التغييرِ المنشود.
موضحة ان اللجوءَ للعنف من أجل التعبير عن المطالب، بنفس القدر الذي يمثلُ إدانةً للأنظمة المستبدة التي أوصلت البلادَ إلى حالةٍ من الفشلِ والانسداد السياسي إلى مستوى لم يعد بإمكان الناس تحملُه او التعايشُ معه، ينال أيضا من عدالةِ القضية وينطوي على كوارثَ حقيقية، ولا يسفر عن أي تطورٍ سياسيٍ خلاق، بالإضافةِ إلى كونه أقلَّ جدوى وأعظمَ كلفة.
وخلصت كرمان إلى القول ان المواطنَة هي أساسُ الانتماء، وأن دولة المواطنين لا الرعايا هي الغايةُ النهائيةُ لكفاحِنا ومنتهى أحلامنا، التي نصرَّ على بلوغِها مهما كان الثمنُ ومهما كانت التضحيات.