تواصلت ردود الفعل المحلية والدولية على خلفية إعلان مليشيا الحوثي والرئيس المخلوع تشكيل مجلس سياسي أعلى لادارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "فرحان حق" إن اعلان الحوثيين وحليفِهم الرئيسِ المخلوع تشكيلَ مجلسٍ سياسي يعرض المشاوراتِ للخطر ويمثل انتهاكاً للمرجعيات الوطنية.
ونقلت الشرق الأوسط عن المتحدث الأممي أن الاعلان عن ترتيبات الحكم من جانبٍ واحدٍ لا يتماشى مع عملية السلام، ويعرض التقدمَ الكبيرَ الذي أُحرِزَ خلال محادثات الكويت للخطر.
ودعا "فرحانُ" الأطرافَ للبقاء في المشاورات والتنازلِ عن القرارات الأحادية الجانب ، التزاماً بما نصَّ عليه القرارُ الدولي اثنان وعشرون ستة عشر.
بدوره، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش، إن مفاوضات الكويت كشفت للمجتمع الدولي أن الحوثي رافضٌ للاتفاقِ السياسي لأنه ذاق طعم السلطة والمال.
وقال قرقاش، إن إعلانَ الحوثيين والمخلوع صالح للمجلس السياسي تخبط ٌجديدٌ يدفع حسابه اليمنيون، وأضاف، الواضحُ للمجتمع الدولي هو أن تغطيةَ المجلس السياسي للحوثي وصالح ببيانٍ أشبهَ بورقةِ التوت لن تخدع أحداً.
وقال إن تشكيل هذا المجلسِ محاولةٌ يائسة لمن انقلب على النظام الشرعي وساق اليمن إلى العنف.
من جانبه، أوضح مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي أن الأمم المتحدة ماضيةٌ في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي (اثنين وعشرين – ستة عشر) ، مؤكدا أنه ليس بمقدور الانقلابيين الإفلاتُ منه على الإطلاق.
ونقلت صحيفةُ الشرق الأوسط عن المعلمي قوله، إن مجلس الأمن لن يألوَ جهدا في إيجاد طريقة لتنفيذ هذا القرار، باعتباره حقاً مشروعا يستمد قوته من المنظمة الدولية.
وقال إن الأمم المتحدة ومجلس الأمن سيعملان على دفع المفاوضات بين طرفي الشرعية والانقلابيين وفق القرار الأممي، قاطعا بعدم التراجع عن القرار الدولي، واستعادةِ الشرعية.
كما طالبَ الناطقُ باسمِ الحكومةِ راجح بادي المجتمعَ الدولي أن يبينَ موقفَه من الخطوة التي اتخذها تحالف مليشيا الحوثي وصالح بالاتفاق على تشكيل مجلس ٍأعلى لإدارة البلاد سياسيا وعسكريا.
وقال بادي في تصريح لقناة بلقيس أن الاتفاق هو إعادةُ ترتيبٍ بين طرفي الانقلاب.. مؤكدا أن المليشيا في ورطة كبيرة، وأمام كارثة ٍاقتصادية بعد أن قاموا باستنزاف الاحتياطي النقدي للبلاد.
وأشار متحدثُ الحكومة أن الاتفاقَ الجديدَ نسخةٌ منقحةٌ لما أُطلِق عليه بالإعلانِ الدستوري في الواحد والعشرين من سبتمبر الفين وأربعة عشر
وبدورهم، طالب سفراء الدور الراعية لمشاورات الكويت بين الأطراف اليمنية، المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بإنهاء المشاورات.
وشددوا بحسب “سكاي نيوز عربية”، على ضرورة ألا يكتفي المبعوث الأممي بمجرد إصدار بيان ردا على إعلان مليشيات الحوثي وصالح تشكيل مجلس سياسي.
وتعليقا على إعلان المجلس السياسي للمليشيا، أوضحت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، أنه قبل خمس سنوات وقع المخلوع صالح على مبادرة بعملية انتقالية يتقاسم حزبه نصف الحكومة فيها ويوم أمس وقع على اتفاق مماثل مع مليشيا الحوثي.
وقالت توكل كرمان ان خمس سنوات قضاها رأس الافعى ومصدر الشرور في تدمير حاضر ومستقبل اليمن وان مقتضى العدالة يقول ان امثاله يجب ان لايفلتوا من الملاحقة والعقاب.
وأضافت في منشور آخر على صفحتها بالفيس بوك مخاطبة المليشيا "مجلسكم ولجنتكم تزيدكم فقط خيبة على خيبة، ليس أمامكم ولا أمامنا ولا المنطقة ولا العالم سوى هذا الخيار: تسليم كافة الأسلحة والانسحاب من كامل المناطق لتصبح الدولة وحدها صاحبة الحق الحصري في امتلاك السلاح ومزاولة السيطرة والسيادة على كامل التراب الوطني ، ماثمة غير هذا الطريق لبناء دولة جميع اليمنيين وصناعة عملية سلام مستدامة في اليمن، الدولة اليمنية قدر والميليشيا أمر طارئ سرعان ما سيطويه النسيان اليوم او غداً او بعد غد".
وقال وزير الإدارة المحلية، عبد الرقيب فتح، إن ما حدث في العاصمة صنعاء أمس، يمثل انقلابا جديدا يتساوى مع الانقلابِ السابق الذي وقع يوم الحادي والعشرين من سبتمبر من العام ألفين وأربعة عشر.
وأضاف فتح إلى أن اتفاقَ طرفي الانقلاب العسكري لا يختلف عن الانقلاب السابق، كما أن البيان يماثل البيانَ الأول، لافتا إلى أن الجديدَ هو أن الطرف الذي سهل للميليشيا الحوثية السيطرة على مؤسسات الدولة في صنعاء بات شريكا في صياغة وتوقيع بيان الانقلابِ الجديد.
وأشار إلى أن حدوثَ الانقلاب في وقتٍ تُبذلُ فيه الجهودُ الدبلوماسية والسياسية لإنجاح مشاورات الكويت وتمديدِها بناءً على ضغوطات دولية على الحكومة الشرعية وعلى دولة الكويت والخليجِ عموما، يؤكدُ حالةَ التخبطِ التي تعيشها الميليشيا الانقلابية.
كما اعتبر سفيرُ اليمن لدى المملكة المتحدة الدكتور ياسين سعيد نعمان تشكيلَ المجلسِ السياسي المشتركِ بين مليشيا الحوثي والمخلوع بمثابةِ محاولةٍ لإنقاذ شيء مختلف تماما لا علاقة له بالدولة.
وقال نعمان إن الذين انقلبوا على خيارِ السلام والتوافق والتعايش وبناءِ الدولة، بيدهم الآن وقبل فوات الأوان أن يقرروا أياً من الخيارين سيسلكون، الحرب أو السلام.
وأضاف أن اليمنَ لن يبقى رهينةَ نزعةٍ انتقامية سيطرت على رئيسٍ حِكِم البلاد خمساً وثلاثين سنة ، استثمرها الحوثيون لإغراقِ البلدِ في هذه الحرب المأساوية.
واعتبر حزبُ التجمعِ اليمني للإصلاح تشكيلَ مجلسٍ سياسي من قبل تحالف الحوثي صالح خطوةً تقضي على كل جهود السلام.
وقال بيان صادر عن الأمانة العامة للحزب إن هذه الخطوة التصعيدية التي أقدم عليها الإنقلابيون هي نتيجةٌ لتردد المجتمع الدولي في تنفيذ القرار الأممي 2216.
وأشار الإصلاح إلى أن توقيع هذا الإتفاق يؤكد شراكة صالح في كل الجرائم التي ارتُكِبت منذُ بداية الانقلاب بحق اليمنيين والشرعية والمرجعيات المتفق عليها وانتهاءً بالانقلاب على الشرعية الدولية.
إلى ذلك، برر الناطق الرسمي باسم مليشيا الحوثي، محمد عبدالسلام، اتفاقهم مع الرئيس المخلوع على تشكيل مجلس سياسي بالقول أنه ليس له أي تأثير على مشاورات الكويت.
وأضاف في تصريح صحفي انه "إذا توافقت الأطراف اليمنية على أي حل سياسي فإننا سنكون وكل حلفائنا في طليعة من يتبنى ذلك ويتحرك في إطاره ويدعم تنفيذه".