حجر أخرى في مياه المحادثات السياسية الراكدة، ومحاولة جديدة من الولايات المتحدة لتحريك المسار السياسي المتوقف منذ فشل آخر جولة للمحادثات في إحراز أي تقدم.
عقب وصول جهود ولد الشيخ أحمد الى طريق مسدود، وانتهاء المهلة التي حددها للعودة الى المباحثات دون التوصل الى اتفاق بشأن خارطة الطريق التي يجب أن يمضي عليها المسار السياسي للأزمة اليمنية، ألقت واشنطن بكل ثقلها في سبيل التوصل الى حل في اليمن، وهذا ما يبدو واضحاً من التحركات المكثفة التي ترعاها واشنطن بخصوص الملف اليمني خلال الأيام الماضية.
في مسقط كان مساعد وزير الخارجية الأمريكي يلتقي بوفد المليشيا، مقدماً المقترحات الامريكية الجديدة، التي لم يتم الكشف عنها، الا أن المتحدث باسم الخارجية الامريكية أكد أن الجهود الحالية تسعى الى تثبيت هدنة لمدة اثنتين وسبعة ساعة قابلة للتجديد، من أجل السماح بإدخال المواد الاغاثية، وتعزيز جهود التواصل بشأن العودة الى طاولة المفاوضات.
مؤكداً ان هذه الجهود التي يقوم بها المسؤول الأمريكي في مسقط تأتي امتداداً لجهود وزير الخارجية جون كيري، التي بدأها في جدة وتم الاتفاق بشأنها مع اللجنة الرباعية.
فيما كان الرئيس أوباما يبحث مع ولي عهد الامارات محمد بن زايد ضرورة انهاء الصراع في اليمن، وبحسب بيان صادر عن البيت الأبيض فقد اتفق أوباما والمسؤول الاماراتي على ضرورة الضغط على كل أطراف النزاع في اليمن والعمل بأسرع وقت على ضمان الوقف الفوري لإطلاق النار.
هذه الجهود الامريكية المكثفة يقابلها جمود مربك على المشهد السياسي اليمني وتوسع في جبهات المعارك، مع استمرار للمليشيا على موقفها المتعنت.
مليشيا الحوثي وحليفها المخلوع أعلنت استعدادها لمناقشة تفاصيل الخطة الامريكية، الا أنها لم تعط إشارة الى أن هذه الخطة قد تصل بالأزمة الى خط النهاية أخيراً، مع استمرار موقفها الرافض للانسحاب وتسليم السلاح الا بإعادة تشكيل مؤسسة الرئاسة، وهو الموقف الذي جعل المحادثات تتوقف عند عتبة عدم الاتفاق على شيء منذ انطلاق قطار التسوية السياسية، ويجعل كل هذه الجهود تبدو بلا أفق ما لم تكن مصحوبة بضغوط أممية جدية.