وصف نائب الرئيس ورئيس الوزراء اليمني خالد بحاح، المفاوضات التي بدأت بين وفد الحكومة اليمنية، والحوثيين في سويسرا اليوم الثلاثاء، بأنها صعبة، وأنها ستشكل مستقبل اليمن.
ودعا بحاح الذي كان يتحدث اليوم، في جامعة قطر، إلى اتفاق يمني ـ يمني، لحل الأزمة في اليمن، يتجنب أخطاء الماضي، ولا يزرع بذور خلافات جديدة.
وقال إن المفاوضات تهدف إلى استعادة الدولة، من خلال تطبيق قرار مجلس الامن الدولي 2216، الذي يطالب الحوثيين بالانسحاب من المدن اليمنية، وتسليم السلاح الثقيل، والإفراج عن الأسرى، وهو ما سيمهد إلى العودة إلى الحوار السياسي بين الأطراف اليمنية، استنادا إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
وحمل نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء، الذي استهل حديثه امام طلبة جامعة قطربعرض فيلم فيديو يصور عودته إلى مدينة عدن بعد تحريرها ومشهد الدمار الكبير فيها بسبب الحرب، (حمل) دول مجلس التعاون الخليجي المسؤولية الأخلاقية، لإعادة إعمار اليمن، الذي وصفه "بانه افقر دولة من دول العالم تقع في محيط اغنى دول العالم، لافتا إلى أن الحرب الأخيرة في اليمن تسببت في هبوط معدل دخل الفرد في اليمن من 1118 دولارا إلى 325 دولارا حاليا.
وقال بحاح إن ما بعد الحرب هو الأهم، فالحروب تنتهي لكن الأهم كيف تنتهي، مقدما الصومال كمثال، حيث لم يستطع الخروج من أزمته وحروبه وتحول إلى دولة فاشلة. ولفت إلى انه يجري الآن تأهيل نحو 3 الاف رجل من رجال المقاومة الشعبية اليمنية لإلحاقهم بالجيش، والمؤسسات الأمنية اليمنية.
واستدعى بحاح التاريخ اليمني الحديث، والذي قال عنه إنه اتسم بالعنف والصراعات، في محاولته الإجابة عن سؤال محاضرته "اليمن إلى أين؟". حيث استعرض تاريخ اليمن منذ الاستعمار البريطاني، وخروج العثمانيين، وحكم الإمامة، إلى الحكم الجمهوري، وحروب الانفصال والوحدة، ومصير جميع رؤساء اليمن في العهد الجمهوري، سواء في اليمن الشمالي او الجنوبي، الذين تعرضوا للاغتيال أو النفي جميعا. وقال عن الحكم السياسي في اليمن إنه ينتقل بتطرف.
وقال إن الوحدة الاندماجية التي جرت عام 1990 بين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي، لم يكن أساسها متينا، وقادت إلى الصيف الساخن والحرب التي وقعت عام 1994، حيث حصدنا في اليمن، ما زرعناه من بزور الخلافات القبلية، والتي أودت بحياة آلاف اليمنيين الأبرياء.
واتهم بحاح في معرض تفسيره لظاهرة التطرف التي تجتاح اليمن إلى جانب ظاهرة العنف السياسي الذي امتاز به على مدار عقود طويلة، نظام الرئيس اليمني المخلوع على عبد الله صالح الذي قال إنه "استخدم العائدين من أفغانستان عام 1994، في العملية السياسية، ولم يستطع بعد ذلك السيطرة عليهم." ولفت إلى ان حروب الحوثيين الستة التي حدثت في اليمن ما بين عامي 2004-2009، بدأت وانتهت ولا أحد يعرف تفاصيلها، لكنه قال إنها ساهمت في إضعاف بنية الدولة. وحول حراك الجنوب عام 2007، قال، إن هذا الحراك بدأ أصلا عام 1994، حينما لم يحظَ الجنوبيون بالعدالة، بعد الوحدة اليمنية، حيث أقدم نظام علي عبد الله صالح، على "تدمير الجيش اليمني الجنوبي الذي كان قوامه 60 ألف جندي، مشبها ذلك بما حصل للجيش العراقي بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003".
وقال إن الربيع اليمني نجح، في خلع الرئيس علي عبد الله صالح الذي هيمن وسيطر على اليمن طيلة عقود، لكن الرئيس المخلوع، أراد خلع الدولة معه حينما تم خلعه. مضيفا أنه جرت الموافقة على المبادرة الخليجية حول اليمن، لتجنب الحرب والقتال وكإحدى وسائل إدارة التغيير التي تضمنت عملية انتقال سياسي للسلطة.
وتطرق نائب الرئيس ورئيس الوزراء اليمني إلى تفاصيل الانقلاب الذي قام به الحوثيون في اليمن على الرئيس عبد ربه منصور هادي، واصفا يوم 19 يناير/ كانون الأول 2015 باليوم الدموي، الذي تم فيه اختطاف الدولة والشرعية والدستور اليمني. ولفت إلى أنه غادر اليمن قبل يومين من "عاصفة الحزم "التي أعلنتها السعودية والتحالف العربي، لاستعادة اليمن، وأنه لم يكن يعرف في ذلك الوقت بوجود توجه لتشكيل تحالف عربي لاستعادة اليمن.