انطلقت ظهر اليوم في مدينة بيل السويسرية مشاورات جنيف 2 بين وفد الحكومة الشرعية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي وبين وفد مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية برعاية الأمم المتحدة لتنفيذ استحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.
وتأتي انطلاق المشاورات غداة اعلان الرئيس عبدربه منصور هادي وقف اطلاق النار إبتداء من الساعة الثانية عشر ظهر اليوم الثلاثاء وتستمر لمدة سبعة ايام حرصا منه على التمسك بفرص تحقيق السلام ومحاولة تخفيف المعاناة على شعبنا اليمني ووقف سفك المزيد من الدماء.
وحث المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، الوفود المشاركة على الاحترام الكامل لوقف الأعمال القتالية الذي بدأ بالتزامن مع افتتاح المشاورات. وقال "إن وقف الأعمال القتالية الذي توصلنا إليه اليوم يشكل مرحلة هامة في إنهاء النزاع المسلح في اليمن وخطوة نحو إحراز تقدم في التحاور والتوافق". وأضاف "إن صنع السلام هو مطلب أساسي لإعادة بناء اليمن وتأهيل بنيته التحتية ومعالجة آثار الحرب وتوفير البيئة الملائمة لإعادة الحياة إلى طبيعتها في كافة أنحاء البلاد بالإضافة إلى إنعاش الاقتصاد".
كما أعربت توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام عن املها في ان تفضي الهدنة في اليمن الى إيقاف دائم لإطلاق النار، يتم خلاله سحب كامل أسلحة الميليشيا الانقلابية وانسحابها من كامل المناطق ، وتحولها الى جماعة سياسية تزاول نشاطها دون استخدام للعنف لتحقيق اهدافها. واضافت كرمان "ولتغدو الدولة ممثلة بالسلطة الانتقالية وحدها صاحبة الحق الحصري في امتلاك السلاح ومزاولة السيطرة والسيادة على كامل التراب الوطني ، ثم الذهاب للاستفتاء على مشروع الدستور الذي تم صياغة مسودته بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
ورحب الدكتور عبد الملك المخلافي، وزير الخارجية ورئيس الوفد الحكومي في مفاوضات جنيف، بمبادرة وقف إطلاق النار التي تقدم بها الرئيس هادي لمدة أسبوع. وقال المخلافي إن وقف إطلاق النار سيتجدد تلقائيا كلما التزم الإنقلابيون بوقف عملياتهم العسكرية وفك الحصار عن المدن وفتح الممرات الآمنة. وقال دبلوماسي غربي رفيع المستوى لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية "أن التطورات في اليمن أمر إيجابي متوقعا أن يكون هناك تقدم في المفاوضات التي تجرى في سويسرا". موكدا القول "اعتقد أن هناك إرادة لدى اليمنيين لتحقيق التقدم الذي لم نرَ في يونيو الماضي".
أما نائب الرئيس ورئيس الوزراء، خالد بحاح، فقد وصف المفاوضات في جنيف بأنها صعبة، وأنها ستشكل مستقبل اليمن. ودعا بحاح الذي كان يتحدث اليوم، في جامعة قطر، إلى اتفاق يمني - يمني، لحل الأزمة في اليمن، يتجنب أخطاء الماضي، ولا يزرع بذور خلافات جديدة. وقال إن المفاوضات تهدف إلى استعادة الدولة، من خلال تطبيق قرار مجلس الامن الدولي 2216، الذي يطالب الحوثيين بالانسحاب من المدن اليمنية، وتسليم السلاح الثقيل، والإفراج عن الأسرى، وهو ما سيمهد إلى العودة إلى الحوار السياسي بين الأطراف اليمنية، استنادا إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
يأتي ذلك وسط أنباء عن خروقات للحوثيين وقوات المخلوع للهدنة في الساعات الأولى لدخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وأفادت مصادر في المقاومة الشعبية، أن الحوثيين خرقوا وقف إطلاق النار وأطلقوا قذائف في مناطق عدة بمحافظة تعز، منها منطقة صبر جنوب المدينة وحي الدحي، والعديد من المواقع الأخرى. وفي محافظة إب، أفادت مصادر المقاومة أن الحوثيين خرقوا الهدنة في الساعة الأولى لسريانها وقصفوا مناطق في مديرية، حزم العدين، والتي تشهد مواجهات متقطعة.
وفي محافظة مأرب، أفادت أنباء بمقتل اثنين من أفراد المقاومة وإصابة خمسة آخرين بقذائف أطلقها "الحوثيون" على مواقع للمقاومة في جبهة مجزر شمال المحافظة. ونقلت مصادر إعلامية أنه تم تسجيل 20 خرقا للحوثيين خلال ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار.