أسدل الستار على مفاوضات سويسرا بين الأطراف اليمنية دون تحقيق أي تقدم أو إنجاز سياسي.
عمق جنيف الثاني من الازمة اليمنية وكشف صعوبة السير على أرض ملغومة دون خارطة طريق واضحة محمية بقوة قادرة على دفعها لنهاية الطريق.
تحدث الفرقاء عقب الإعلان عن نهاية اليوم السادس عن إنجازاته في البقاء متماسكا حتى انقضاء فترة المشاورات دون ابداء أي تنازلات، وظهر جليا احتفاء وفد المليشيا بإفشال دعوة فتح الممرات الامنة لإغاثة المدنيين واصراره على إعادة المشاورات لنقطة الصفر، واشتراط وقوع أي تقدم برفع العقوبات المفروضة من مجلس الامن على المخلوع ونجله وزعيم المليشيا ومعاونيه.
وكمن يؤذن في مالطا اعلن المبعوث الاممي إسماعيل ولد الشيخ عن استمرار تفاؤله في تحقيق انجاز في مسار المفاوضات خلال الفترة المقبلة، وهو تعبير اعتبره الكثير من المراقبين يأتي في سياق التعلق بقشة الإنجاز.
البيان الختامي للمشاورات حدد الرابع من عشر يناير المقبل كموعد غير مستحق وفرصة مفتوحة على عدمية الحلول.
وفي محاولة للامساك بأي خيط للنجاح ولو كان أوهى من خيط العنكبوت قال ولد الشيخ أحمد أن المشاورات أحرزت «تقدماً كبيراً بالاتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مهمتها تثبيت الهدنة التي لم تعقد حتى في الغرف المغلقة في المنتجع السويسري حيث التأمت المشاورات.
وفي احدى اكثر نقاط الالتواء ركز البيان على خطوات بناء الثقة لكن بطريقة معكوسة هذه المرة حيث وردت كأحد توصيات نهاية المشاورات بعد ان تعذر اجراءها قبل انطلاق المشاورات.
فشلت عملية إطلاق المختطفين بينما استمرت المليشيا في اختطاف السلطة والبلاد، وفي موقف غير مفهوم يعلن رئيس الوفد الحكومي ان الطرف الاخر التزم خلال المشاورات بالإفراج عن المعتقلين، وفتح ممرات آمنة وتأمين وصول وإدخال المساعدات الإغاثة للمدن.
الجملة اكثر صدقا هي أن الإعلان الختامي كان جزء من تسويق الوهم وخلط الأوراق ووضع الحروف بدون نقاط بحثا عن بوصلة تعيد الأمور الى نصابها، وما أعلن لم يكن ابدا ما دار في المشاورات في أي من جزئياته.