مضى وقت طويل على سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت ومناطق شاسعة من المحافظة الأكبر في اليمن.
فمنذ سيطرة مليشيا الحوثي على السلطة في البلاد عقب اجتياحها العاصمة صنعاء سقطت أجزاء من محافظة حضرموت في يد مسلحي تنظيم القاعدة الذين اعلنوا سيطرتهم على مؤسسات الدولة وقيادة المنطقة العسكرية الأولى واتخذوا من القصر الجمهوري في المدينة مقرا لادارة التحركات العسكرية للتنظيم.
فجأة انسحب الجيش أو تم سحبه وتم تسليم المعدات والأسلحة العسكرية لمقاتلي القاعدة دون اطلاق ولو حتى طلقة واحدة ، وهو ما جعل الكثير من المراقبين يقولون انه تم تسليم المحافظة للقاعدة من قبل القوات المحسوبة على الرئيس المخلوع وباشراف من محافظ حضرموت الأسبق خالد الديني الذي اصبح اليوم عضوا في فريق المشاورات في المفاوضات السياسية في الكويت ممثلا للمخلوع.
ما يقارب العام سيطرت القاعدة على المحافظة ومؤسساتها ومواردها وميناء المدينة والعديد من موانئ تصدير النفط، وحققت الجماعة مكاسب مالية ضخمة تخطت الخمسة مليون دولار شهريا من عائدات ميناء المكلا وحده ، بالإضافة ملايين الدولارات من تجارة السلاح وعائدات الضرائب وغيرها من موارد الدولة.
كل المؤشرات والوقائع على الأرض كانت تؤكد ان حضرموت معركة مؤجلة الى حين ، وكان الحوثيون يستخدمونها كورقة ضغط وفزاعة أمام العالم ليقبل ببقائهم والا فان البديل سيكون التنظيم سيئ الذكر.
وحدها الولايات المتحدة الامريكية حققت عدة مكاسب من بقاء المحافظة بسبب تمكنها من القضاء على عدد من قيادات الصف الأول في تنظيم القاعدة عبر عمليات نفذتها عبر طائراتها بدون طيار.
التحول الأبرز والأكثر أهمية بدأ عندما تم الاتفاق بين الولايات المتحدة الامريكية ودول الخليج على البدء بحملة ضد تنظيم القاعدة في حضرموت وتم اطلاق سلسلة من الغارات ضد مواقع التنظيم هناك بالتزامن مع انطلاق حملة عسكرية للجيش الوطني تهدف لتحرير مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، من عناصر تنظيم القاعدة، حسب مصادر عسكرية.