في الواحد والعشرين من سبتمبر الفين وأربعة عشر اجتاحت مليشيا الحوثي والمخلوع العاصمة صنعاء وأسقطت الدولة.
تاريخ اكتسحت فيه المليشيا البلاد وطال دمارها كل أرجاءها، والان وبعد مرور أربعة أعوام، تعيش اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم نتيجة للانقلاب والحرب التي تلته، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
أكثر من أربعة عشر ألف قتيل من المدنيين فقط، بحسب إحصاءات أعلنها وزير حقوق الإنسان فضلاً عن إصابة ما يزيد عن واحد وثلاثين ألف آخرين جراء انتهاكات مليشيا الحوثي منذ الانقلاب.
تفاقمت تداعيات الأزمة الإنسانية من ذلك الحين، فخلال العام الأخير فقط انضم أكثر من مليون شخص إلى أولئك الذين يعانون من الجوع الشديد، لتصل أعداد الذين لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة بدون مساعدات أكثر من ثمانية مليون شخص، في بلد بات أكثر من 60 في المائة من سكانه يعيشون تحت خط الفقر.
رحلة الشتات والبحث عن مأوى آمن أجبر عليها اليمنيون الفارين من بطش المليشيا، حيث بلغ عدد النازحين داخليا نحو مليوني شخص بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مشيرة إلى أن أعدادهم في ازدياد نتيجة استمرار القتال، وجميعهم مروا بمخاطر جسيمة أثناء نزوحهم، في سبيل الوصول لمخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
أربعة أعوام مضت، خبر فيها اليمنيون من شمال البلاد إلى جنوبها المعاناة بأبشع صورها، من قتل وجوع، إلى مرض ونزوح، وكل هذا على مرأى ومسمع من العالم الذي لم يمنح اليمنيين سوى بيانات التنديد والقلق، ووهب مشعل الحرب غض الطرف حتى أجل لا يراد له أن يسمى.