يدرك اليمنيون جيدا اليوم أن دول التحالف تعمل بغير الأهداف التي دخلت بها في اليمن، ولا شيء يهمهم غير البحث عن آلية للخروج من الأزمة ومن النفق المظلم بعد أربع سنوات من عاصفة الحزم وجدوا أنفسهم بلا سند يفتشون عن قشة أمل تخفف عنهم المعاناة وتخرجهم إلى مرفأ السلام والاستقرار.
عبث بمقدرات البلد وانتهاك للسيادة ومشاريع جانبية انشغلت بها دول التحالف بعيدا عن هدف استعادة الشرعية الذي عُطل بإخماد جبهات التحرير ومنع الدعم عنها، عَطلت دول التحالف قرار التحرير ليتسنى لها تنفيذ أطماعها.
إنسانيا تشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم، أكثر من أربعة وعشرين مليون شخص ألقت بهم الحرب في حفرة المجاعة، أي ما نسبته ثمانون في المئة من السكان، في حين بلغ عدد النازحين داخل اليمن أكثر من ثلاثة ملايين شخص، فيما سقط أكثر من عشرة آلاف قتيل، وعشرات الآلاف من الجرحى.
أرقام المأساة تتفاقم مع استمرار الحرب، في حين تعمل دول التحالف على تقويض حضور الشرعية وتجريدها من الأدوات وتمنع عودتها لممارسة مهامها من الداخل اليمني وتدعم المليشيات المناوئة لها.
تزامنا مع الذكرى الرابعة لعاصفة الحزم نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا كشفت فيه الأجندات الخفية للإمارات، ثلاثة أهداف خفية خرج بها ملف الغارديان الصحفي تتمثل في سحق الإسلام السياسي بأي شكل، و السيطرة على خط الساحل ذي القيمة الاستراتيجية للبحر الأحمر، عبر مضيق ضيق في القرن الأفريقي، حيث أنشأت الإمارات قواعد عسكرية في جيبوتي وإريتريا. في حين يتمثل الهدف الثالث في تطوير وتعزيز قواتها الخاصة مثل قوات الحزام الأمني.
بذات النهج ذهبت السعودية بعيدا عن الشرعية في المنطقة الشرقية البعيدة عن مناطق الصراع في المهرة، وأنشأت مليشيات ومشاريع استراتيجية خاصة، بها وتواجه سخطاً ورفضاً شعبياً بدأت بوادر تطوره إلى رفض مسلح.
أربع سنوات غيرت موقف اليمنيين من عاصفة الحزم التي رأوا فيها بالأمس منقذة لهم من الأطماع الإيرانية لتتحول اليوم بنظرهم إلى مأزق آخر لا يقل خطرا عن إيران والحوثيين.
أفق مسدود وشرعية تخلت عن كل امتيازاتها وأدواتها حتى سمعتها وقرارات التأييد الدولي لها تأثرت بسبب ارتباطاها بسمعة السعودية والإمارات السيئة في الغرب .
خيارات الشرعية و إمكانية خروج اليمنيين من المأزق والمتاهة المرهقة باتت مستحيلة مقارنة بالمعطيات، لكنها السياسة و اليمن فن الممكن و أرض المفاجآت حتما ستغادر النفق المظلم وتكسر المألوف وتنجو، لكن بأي فاتورة هذه المرة ومن أي نافذة ستعبر ..؟