لا تكاد اللقاءات والمبادرات بخصوص اليمن تتوقف حتى تبدأ من جديد زيارات وجولات مكوكية ولقاءات علنية وأخرى تحت الطاولة.
في الوقت الذي اعتبر مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، السفير خالد اليماني، أن الميليشيات الانقلابية لم ترسل أي إشارات لليمنيين أو المجتمع الدولي بأنها ستقبل بالحلول السلمية لحل الأزمة اليمنية أو أنها على استعداد لتطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة باليمن.
أعلن البيت الأبيض عن مقترحات قدمها مساعد وزير الخارجية الأمريكية توماس شانون لوفد الانقلابيين في مسقط للوقف الشامل لإطلاق النار في اليمن وعلى الحدود السعودية اليمنية.
لقاء شانون بوفد الانقلابيين تم برعاية من مسقط التي تعد الرئة التي يتنفس من خلالها الحوثيون ويطلون من مطاراتها على العالم وتلعب دورا سياسيا لصالح الحوثيين بالوكالة والنيابة عن طهران في تقديم الدعم اللوجستي للحوثيين.
النقاط التي طرحت خلال اللقاء الذي تم الأسبوع الماضي بحسب تصريحات أمريكية كان يفترض أن يحمله الوفد إلى صنعاء في الرحلة التي تم إلغائها من قبل التحالف في وقت سابق اليوم.
الصراع على الأرض في اليمن يبدو أكثر تعقيدا وخطرا على المنطقة وهو ما كشفت عنه تحركات الأطراف الدولية خلال الفترة الماضية وتداخل أدوار الفاعلين الإقليميين والدوليين وهو ما كشفت عنه رسالة السعودية لمجلس الامن بشأن اعتراضاتها على تنامي الدور الإيراني في الأزمة اليمنية وتزويدها للميليشيا الحوثية بأسلحة متطورة وصواريخ حرارية.
في كل هذه التفاصيل تبدو اليمن كرقعة شطرنج تتقاتل فيها كافة الأطراف بمختلف الأسلحة ووحدهم اليمنيين يسقطون مضرجين بدمائهم.
تحضر اليمن كمشكلة هامشية على أجندة الصراعات الدولية وتغيب عن الترتيبات الحقيقة لوقف النزيف الدائر منذ ما يقارب عامين، وكافة المؤشرات تؤكد أن دائرة الحلول مازالت أكثر ضيقا من أي فترة مضت وان الارتباك مازال سيد الموقف مالم تحصل معجزة قريبة.