رؤية للحل السياسي في اليمن تقوم على أساس استيعاب مليشيا الحوثي والمخلوع في صيغة للحل تمنحهم فرصة للعبور الى المستقبل على انقاض بلد لم يتبق منه الكثير.
القبول بمشاركة الحوثيين في مقابل ضمان أمن وسلامة الحدود السعودية، بنود يبدو انها تعكس رغبة المجتمع الدولي في اقفال ملف الازمة اليمنية دون مراعاة لانهاء محفزات العنف واسبابه.
لا جديد في الرؤية التي قدمها وزراء خارجية اللجنة الرباعية المشكلة من كل من وزراء خارجية أمريكا وبريطانيا والسعودية والامارات غير القاء الكرة الى ملعب الحوثيين والمخلوع صالح .
وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر الصحفي مع عادل الجبير حين قال تفاؤلنا يعتمد على موقف الحوثيين وداعميهم في المنطقة تجاه الحل السلمي
منذ العام 2011 واليمن على طاولة المجتمع الدولي الذي لم تفلح وصفاته المتعددة في إعادة الروح لبلاد تعاني من ويلات حرب مستعرة منذ عام ونصف ، وكل مشروع للتسوية يحيل الى أزمة أكبر وكل رؤية دولية تفتح جرحا جديدا في الجسد اليمني المثخن بالوهن.
تحولت اليمن لثقب اسود يبتلع مواقف اللاعبين الإقليميين والدولين ومساحة لتنفيس حدة الصراعات وزيادة مساحة الابتزاز على حساب دماء اليمنيين الذي علقوا في ثنايا مدافع القتلة الذين سرقوا دولتهم تحت سمع وانظار العالم الذي يبدو اليوم غير مهتم الا بالتعبير عن قلقه جراء فشله في اليمن.
وزير شئون الشرق الأوسط في بيان صحفي له اعتبر ان مايحدث في اليمن ليس الا صراعا سياسيا مستحكما في اليمن ويحتاج لجهود دولية لانهاءه وهذا مدخل يراه الكثير من المراقبين غير عادلا ومنحاز بشكل كبير.
الاجتماع لم يتطرق للحكومة ولم يشر اليها ولا الى دورها في المرحلة المقبلة ، ربما لاعتبارات تتعلق بكونها قد وقعت على شيك بياض للموفد الاممي قبل انتهاء جولة مشاورات الكويت .
لا تمتلك الحكومة خيارات ولا يبدو ان لديها القدرة على ان تعمل وفق قواعد الاشتباك الدبلوماسي والعسكري والسياسي في وقت واحد ، وتتصرف بناء على رد الفعل وموقفها على ما يبدو مما حدث اليوم لن يخرج عن اصدار بيان تأييد دون التفكير في ان الجزء المفقود من النص موجود في الداخل اليمني وكان بحاجة لقراءة ذكية لاستعادته كاملا.