وتبدو مساعي أبوظبي ظاهرة لنقل تجربة الحزام الأمني إلى تعز عن طريق فرض قوات أمن موالية لها، تتولى السيطرة على المقرات الحكومية والأجهزة الأمنية، والقيام بأعمال الشرطة والضبط والاعتقال، وإقامة نقاط تفتيش بمداخل المدينة.
تجهيز قوات:
وتحدثت مصادر يمنية عن أن الإمارات جهزت قوة عسكرية مكونة من ثلاثة آلاف مجند، تلقوا تدريبا في معسكرات تابعة للقوات الإماراتية الموجودة في إريتريا، وتطلق عليها قوات "النخبة التعزية"، وتعمل حاليا على الدفع بها لتشكل الحزام الأمني بتعز.
ولا يخفي الإماراتيون دعمهم لمليشيا حليفهم السلفي أبو العباس في تعز، ويعتقد كثير من المحللين بأن المستهدف من تحركات أبوظبي هو حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يتمتع بنفوذ سياسي وشعبي وعسكري كبير في مدينة تعز، ويعد أحد أهم مكونات الشرعية المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي.
تحركات حكومية
وكانت الحكومة اليمنية قامت بتحركات ميدانية بتعز لتكريس سيطرة قوات الجيش والشرطة العسكرية على الأوضاع الأمنية داخل المدينة، وبسط نفوذ الدولة الشرعية عليها، وأشرف على هذه التحركات وفد حكومي يرأسه عبد العزيز جباري نائب رئيس الوزراء.
لكن تحركات الحكومة اليمنية أثارت غضب ومخاوف أبوظبي بأن تذهب مخططاتها أدراج الرياح، فأرسل قائد قوة الواجب المشتركة الإماراتي أحمد علي محمد البلوشي، المقيم بعدن، رسالة إلى قائد محور تعز اللواء خالد فاضل يطلب فيها الالتزام بتعليمات التحالف، وعدم القيام بأي إجراءات في المحافظة إلا بالتنسيق معه.
وطالب القائد الإماراتي بمنع تغيير أو سحب أي نقاط أمنية من قبل أي قوة إلا بعد أخذ الإذن من قوات التحالف في عدن، وذكر في رسالته أنه يجري العمل على تعيين محافظ جديد لتعز ورئيس لجنة أمنية للمحافظة.
وكان محافظ تعز علي المعمري، الذي رفض الرئيس هادي استقالته، كشف الأسبوع الماضي عن أن "سبب تعثر معركة تحرير تعز هو اعتقاد دولة الإمارات، وهي القوة الثانية في التحالف بعد السعودية، بأن حزب الإصلاح سيقوى في تعز إن حسمت المعركة".