المحافظة الخصبة للزراعة و الجاثمة كما يقال-على أكبر بحيرة للذهب الأسود في اليمن، لم يكشف عنها غطاؤها حتى الآن، وبعد مضي اكثر من خمسين عاما على قيام الثورة؛ لا يزال الجفاف وغياب الخدمات، واتساع مساحات الفقر والجهل، أبرز أوجه معاناتها اليوم.
انها محافظة الجوف الواقعُ المنكوبُ بالجحيم وفصوله المتوالية على الحياة، لم يلمس المواطنون الفرق بين الملكية وبين الجمهورية، أو مايدل على الثورةِ بعد خمسة عقود ونيف، من انطلاق شرارتها في سبتمبر.
غير أن التجاهل والحرمان من أبسط الخدمات كالصحة والتعليم ومشاريعِ التنمية، هي ما تعانيه هذه المحافظة رغم تضحيات أبنائها في كل المراحل.
إنها الذكرى فحسب، لثورةٍ أهدافها لم تتحقق كما يجب، ولم تجن ثمارها المرجوة، كما يقول هؤلاء، فيما تتوالى الخيبات والهزائم، ومن حرب إلى حرب، تتأرجح الحياة، ولافكاك من الجحيم المتقدة في رحلة أعمارِهم المنهكةِ بالتعبِ والدم خصوصا في زمن تحاول المليشيات الانقلابية دفع المحافظة زمن اخر الي الوراء .
لاجديدَ، إذاً، تحملُه يومياتُ سبتمبر؛ الخذلانُ وحدَه ما تضجُّ به الأماكنُ وتُفصحُ عنه الوجوهُ في هذه المحافظةِ المنكوبةِ بالحربِ والموتِ البطيء.