في اليمن يدفع اليتامى فاتورة الحروب والصراعات، ويتزايد عددهم في الوقت الذي تعجز الحكومات المتعاقبة على توفير الرعاية الكاملة لهم، أو حتى مواجهة الزيادة المفرطة التي تخلفها الحرب.
يتحدث الطفل اليتيم، وسيم المصري بالقول: "عمري 12 عاماً، وقد دخلت دار رعاية الأيتام لكي أتعلم وأحقق آمالي في الحياة، لكن الأزمة حرمتنا من بعض المتطلبات المعيشية، وأحياناً نحصل على تغذية مناسبة، وأحيانا أخرى لا".
أمثال هذا اليتيم كثر، ممن فقدوا آباءهم أو أمهاتهم، إن كان بالوفاة الطبيعية أو في الثارات القبلية أو الحروب، وفي هذه الدار ينزل نحو 1000 يتيم في ظروف معيشية بائسة.
وتواجه القطاعات الخاصة برعاية الأيتام شح الإمكانيات في هذه الفترة، حيث تسببت الحرب في إغلاق الكثير من المراكز المعنية برعاية الأيتام، وانقطع الدعم الذي يتلقونه من الخيرين، فأقدم مركز حكومي في البلاد لم يمتلك موازنة تشغيلية، بل مقررات لا تلبي أدنى الاحتياجات.
من جهته قال مدير دار رعاية الأيتام، عبدالله الهندي: تؤثر كل المؤسسات والأفراد الذين يقدمون يد العون والمساعدة، وكذلك الدولة التي هي بالدرجة الأولى معنية برعاية هؤلاء الأيتام المنتسبين لهذا الدار، نتيجة لشح الإمكانيات لديها".
ويستمر تزايد أعداد اليتامى بسبب المواجهات المسلحة والحرب المستعرة في البلاد وتشير تقديرات شبه رسمية إلى أرقام مهولة من اليتامى، وقد يعاني المجتمع مشكلة اجتماعية في المستقبل.
ويوضح الناشط، عبد الكريم محمد، بالقول: "ازداد عددهم بشكل كبير جداً، وتشير إحصائيات 2013، إلى ما يقارب مليون يتيم، أما مع الحرب فقد وصلت أعدادهم إلى مليون وسبع مائة ألف يتيم، وقد تزايدت أعدادهم في ظل هذه الحروب، والمتضررون خلال هذا العام خمسون ألف يتيم ممن مات آبائهم".
نسبة بسيطة من الأيتام تم استيعابهم في مؤسسات الرعاية الخيرية أو الحكومية، فيما أعداد كبيرة تحولوا إلى أطفال شوارع، كما لم يتسن الوصول لأعداد أخرى في الأرياف.