ناشد مركز الدراسات والإعلام التربوي ونقابة المعلمين فرع محافظة تعز اليمنية (وسط)، ما وصفها بـ "أطراف النزاع" سرعة إخلاء المدارس والمؤسسات التعليمية لاستكمال العام الدراسي السابق، ووضع خطة طوارئ سريعة لإعلان العام الدراسي الجديد في المديريات والمناطق المتضررة بالمحافظة.
وقال التقرير في مستهله، بأنه ومنذ "احتلت جماعة الحوثي المسلحة العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، كان التعليم هو الأكثر تضرراً من بين مؤسسات الدولة" ليصبح الطلاب والمعلمون وقوداً للحرب المستعرة في أكثر من محافظة حتى وصلت إلى تعز، واصفاً الخسائر التعليمية فيها بـ "الكارثية".
وكشف التقرير الصادر يوم أمس والمعني بتقييم التعليم العام بالمحافظة (الأساسي والثانوي والجامعي والفني)، بأن 59 مدرسة تعرضت للقصف المباشر لتتنوع الأضرار بين الكلي والجزئي، فيما تم اقتحام 35 مدرسة واستخدمت لأعمال عسكرية منذ بداية الحرب في مارس/آذار الماضي، مشيراً إلى أن عدد المدارس التي استخدمت لإيواء النازحين بلغ 62 مدرسة بالمحافظة.
وأضاف التقرير بأن نحو 8 جامعات أغلقت أبوابها أمام الطلاب، بعد تضرر 3 منها بشكل مباشر، بعد استخدامها للأعمال العسكرية، واستخدام مكتب التعليم الفني بمنطقة "الحصب" بالإضافة إلى 5 معاهد فنية أخرى تابعة له لأعمال عسكرية ومخازن للأسلحة، علاوة على تعرض أربعة معاهد فنية للقصف المباشر. أما كلية المُجتمع التقنية بمنطقة "الشماتين"، فقد تحولت إلى مركز لإيواء النازحين الهاربين من مناطق مختلفة، لافتاً إلى تضرر سبع مدارس خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.
وتابع التقرير بأن الحرب في تعز تسببت بتشريد ونزوح أكثر من 300 ألف طالب وطالبة من طلبة التعليم العام من أصل قرابة 800 ألف. كما كانت سبباً في حرمان نحو 50 ألف طالب وطالبة من أداء امتحانات الشهادتين الثانوية العامة والأساسية. أمّا بالنسبة للتعليم الجامعي والفني والتقني، فقد حرمت الحرب أكثر من 60 ألف طالب وطالبة من إكمال العام الدراسي وأداء امتحاناتهم.
وتسببت الحرب بتشريد آلاف المعلمين من منازلهم ونزوحهم إلى مناطق أكثر أمناً في البلاد، فيما قُتل أكثر من 40 معلماً وجُرح العشرات وتعرضوا للاستقطاعات غير الشرعية من رواتبهم. كما كانت سبباً في "تسريح مئات المعلمين من المدارس الأهلية والخاصة وفقدانهم لوظائفهم واعتقال آخرين" وفق التقرير.
ولفت إلى أن كثيراً من مدارس تعز لم تكمل عامها الدراسي السابق، حيث لم تقم هذه المدارس بتسليم نتائج امتحانات العام الماضي لبعض مكاتب التربية في بعض المديريات بالمحافظة بحسب التقرير، مطالباً "بتشكيل تكتل مجتمعي مكوّن من منظمات المجتمع المدني وخبراء ومهتمين بالتعليم ورجال أعمال، ليعمل على الإشراف والمتابعة للعملية التعليمية بمختلف مستوياتها وتخصصاتها بالمحافظة في ظل غياب الدولة".
يجدر الذكر بأن تقريراً أممياً قدّر عدد الأطفال اليمنيين في سن التعليم الذين لم يلتحقوا بالمدارس منذ مارس/ آذار الماضي بـ 2.9 مليون طالب وطالبة، شكلت نسبتهم 48 في المائة من إجمالي عدد الطلاب في اليمن، ليمثل ذلك كارثة تنموية غير مسبوقة في تاريخ اليمن يهدد مستقبلهم الاجتماعي والاقتصادي.
وبحسب تقرير أصدرته منظمة يونيسف في منتصف العام الجاري، يمثل العدد الأخير (2.9 مليون) ما نسبته 14 في المائة من إجمالي عدد أطفال منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المعرضين لخسارة التعليم.