حضور إماراتي ناعم في اليمن بدأ في الظهور على السطح بعد مرحلة من عملها ككاسحة الغام في وجه مليشيا الحوثي وصالح وتحديدا في المحافظات الجنوبية وجزء من المحافظات الشمالية التي مازالت الأولوية فيها للعمل العسكري.
الدور الاماراتي وجد ترحيبا شعبيا متفاوتا واثار الكثير من الأسئلة والمخاوف لدى عدد من القوى السياسية وتلك التي مازالت تتوجس من كل ما يأتي من العاصمة الباحثة عن دور يجعلها في صدارة الصورة والتي قد يرى البعض انها تعد شكلا مغايراً لتوجهات التحالف العربي في الداخل اليمني.
فمنذ اللحظات الأولى لبدء عملية تحرير عدن دخلت الإمارات بثقلها المالي والعسكري وكانت المشاركة الإماراتية هي الأكثر حضورا بعد عملية التحرير في جوانب الإغاثة وإصلاح مؤسسات الدولة الخدمية.
أخذ الحضور الإماراتي شكلاً ارتبط بالجنوب مع الحراك والجماعات السلفية باعتبارهما الكتلتين الأكثر حضوراً ونفوذاً فيما اتخذ صيغة أخرى في محافظة مأرب عبر زعماء القبائل.
تتداخل الأوراق والملفات والقضايا بشكل يجعل من الصعب التنبؤ بماهية الخطوات التالية مع استمرار عملية التحشيد وإعادة صياغة تحركات الأطراف اليمنية بما يضمن تناغم أداءها وفق دور محدد ومرسوم سلفا وتبدو فيه دولة الإمارات هي اللاعب الأكثر تأثيرا.
رئيس الحكومة ووزير الخارجية كانوا ضمن قائمة زوار العاصمة الإماراتية التي استقبلت مؤخرا أيضا كل من نائب الرئيس السابق علي سالم البيض هو الآخر زار أبو ظبي للمرة الأولى منذ اكثر من أربعة عشر عاما ورئيس الحكومة الأسبق حيدر ابوبكر العطاس وتحولت أبو ظبي بشكل مفاجئ لأكبر تجمع يضم قيادات جنوبية وأخرى شمالية وفق اجندات مختلفة حينا ومتناقضة أحيانا أخرى.
قبل يومين كانت قيادات في المقاومة ذات التوجه السلفي في عدن على رأسها نائب رئيس مجلس المقاومة الشيخ هاني بن بريك تلتقي بنائب رئيس الدولة الاماراتي محمد بن زايد صاحب الدور المتصاعد في الملف اليمني والسياسية الخارجية لبلاده في المنطقة.
تتحرك الامارات على الميدان بسرعة كبيرة واجندات متعددة وتعيد بناء خارطة التحالفات ويبدو انها تدرك جيدا ما الذي تريده تحديدا من كل طرف وآفاق تحركاته ، ويؤكد أن ما يجري دليل واضح على أن البلاد بشكل عام والجنوب بشكل خاص مقبلان على مرحلة جديدة من التسويات متعددة المسارات وإيكال أدوار أكبر للأطراف المنظمة والقادرة على العمل في الأرض فالأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن السؤال بماذا تفكر الإمارات وماذا تريد؟